
سنتعرف اليوم على مخاطر الضرب والصراخ على الأبناء، حيث أن اتباع طريقة الضرب والصراخ هي من أسوء ما يكون في الأثر النفسي على الأبناء في حياتهم بجميع مراحلها! سواء مرحلة التعليم أو مرحلة الاختلاط بالمجتمع في العمل وغير ذلك [وإن أفضل التربية ما كانت بالابتسامة والحب]
وهناك بعض الأقوال الخاطئة الشائعة التي تعيق عملية التربية الصحيحة ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
قول البعض لا فائدة في هذا الولد، أو لا شيء يصلح مع هذا الولد وأخطر من ذلك أن يقال للولد أنت فاشل أو أنت لن تفلح أبداً….! فكل ذلك خطير ومدمر. ومنها اعتقاد أن هذا الولد لا يصلح معه إلا الشدة والضرب وأن حاله لا يصلح إلا بذلك وهذا خطأ ولا شك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم « ما كان الرِّفْقُ في شيءٍ إلَّا زانَه ، ولا نُزِعَ من شيءٍ إلَّا شانَه».
ومنها كثرة وصف الولد بأنه غبي أو لا يفهم أو دماغه ناشفة أو عنيد وغير ذلك! وكل هذا خطأ ونحن نقوم ببرمجة لغوية وعصبية سلبية وسنتكلم عن هذا فيما بعد إن شاء الله .
وهناك عشرة من مخاطر الضرب والصراخ على الأبناء:

1) لنعلم جميعاً أن الضرب والصراخ لا يقومان الطفل ويجعلانه مستقيماً! وإنما هما يحرضا ألأولاد علي جعل السلوك السيئ سرياً بعيداً عن أعيوننا ولا يجعلهم يتركوا ذلك السلوك، فنكون نحن السبب في أننا ندرب الأبناء علي أن يكونوا جباناء ويفعلوا ما يريدون فعله في الخفاء بدلاً من أن يكونوا شجعاناً جريؤون .
2) وإن الصراخ يجعل الطفل عنده كل الانتباه للخطأ، ويحرضه على العناد وارتكاب ذلك الخطأ إن أمن بعض العقاب وأراد إغاظة أحد الأبوين .
3) والصراخ يدرب الأطفال علي أن يكونوا خبراء في إخفاء السلوك السيئ لتجنب ذلك.
4) وكذلك يعتبر نموذجاً مثالياً لتدريب الأولاد علي العنف والسلوك العدواني مع أخوته وزملائه! وربما بعد عشرين سنة أنعكس الأمر علي الأب أو ألأم بالمثل ويصبح الأبناء هم من يصرخون على آبائهم وتكون من قبيل { بضاعتنا ردت إلينا} .
5) واعلم أنك عندما تصرخ في الطفل يُحدث ذلك ما يسمى بانكماش للدماغ ويحدث ارتباك داخلي للطفل ويتسبب ذلك في إحدى أمرين :
أ) إمـا أنـه يصرخ خـارجـيـاً في ألأطـفال كـإخوته وأصـدقائـه بعـد ذلك .
ب) وإما أنه يصرخ داخلياً في نفسه (وهـذا خطـيـر جداً) فهـو يسبـب له
أمراض مثل ( الزكام … وأمراض العيون والأذن … والاحتقانات ).
6) وإن الضرب والصراخ يوقف الإنسان عند أدني مستو من النمو الأخلاقي .
7) وكذلك فهو يفرض سيطرة خارجية علي الأطفال بدلاً من…..!! مساعدتهم علي صنع القرار وهذا يسلبهم شخصيتهم ويفقدهم الثقة بأنفسهم. فالضرب والصراخ يوقف المرجعية الداخلية وربما أماتها عند الطفل ويصبح تابع لما يملي عليه سواء صح أم خطأ وهذا مضر جداً بحياته العملية بين الناس.
8)وكثرة الضرب والصراخ يحول الطفل إلي :-
طفل عنيد ولا يخشي من العقاب وهو ما يسمي ( بدائرة العناد).
9)وإن الضرب يعود الطفل علي الإهانة فتهون عليه كرامته ولا يأبه لها .
10)وكذلك فإن الضرب والصراخ يفقد الطفل الثقة بنفسه! وهذا من أكثر مخاطر الضرب والصراخ على الأبناء ولو لاحظت ستجد أن أول ما يحدث من الطفل عندما يضرب أو يصرخ فيه يثني رقبته للأسفل ويقل احترامه وتقديره لنفسه، ثم يتحول الأمر إلى انهزامية نفسية تصاحبه على الدوام .
فمن منا يحب ذلك لأبنائه…؟
هذا وإن بعض خبراء التربية وعلماء النفس قال:
إن أبنائنا يحتاجون في كل يوم إلي أربع ضمات (أحضان) لينمو نمواً طبيعياً.
ويحتاجون إلى ثمان ضمات لينمو نمواً إبداعياً .
واثنا عشر ضمة لينمو نمواً عبقرياً .
هذا وليعلم الجميع بأنكم كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته …….!
فيا من تصرخون وتضربون أبنائكم ماذا أنتم قائلون عندما تسألون عنهم بين يدي الله عز وجل ( اللهم أحفظ وأصلح أطفال المسلمين).
ونتكلم في المرة القادمة إن شاء الله عن مهارات التدريس والتحفيظ التي يحتاجها من يتولى تعليم وتحفيظ الأطفال .