
قصة الحمامة المطوقة
في إحدى المدن الجميلة وبالتحديد في أطرافها تواجدت شجرةٌ كبيرةٌ ملتفةٌ جميلة. وكان فيها وكر غراب وكان يقصد هذا المكان الكثير من الصيادين لصيد الطيور والحمام.
وفي إحدى الأيام وبينما كان الغراب يراقب ما يحدث في الأرجاء إذا به يرى صياداً ضخماً يبدو عليه الشر و سوء الخلق
شعر الغراب بالخوف منه فاقترب الصياد من الشجرة ونصب فخاً خطيراً.
حيث قام بنصب شبكةٍ كبيرة و نثر الحب عليها لتأتي الطيور فتأكل منه. وتكون نصيباً لهذه الشبكة واختبأ الصياد منتظراً فريسته.
جاء سربٌ من الحمام تترأسه الحمامة المطوقة
الحمامة المطوقة كانت سيدة الحمام. وكانت تتميز بجمالها وذكائها. فإذا بالحمام يهبطن إلى الشبكة غير منتبهاتٍ إلى المصيدة وما أن بدأن بالتقاط الحب حتى علقن في الشبكة. ثم شعرنَ بالخوف الشديد وكانت كل حمامة تحاول الهرب فإذا بها تعلق أكثر فأكثر وقفز الصياد فرحاً وسروراً.
قالت الحمامة المطوقة بفطنةٍ وذكاء :
لا تفزعن أيتها الحمام ولنتعاون جميعاً حتى نستطيع الهرب من هذا الصياد الشرير! فلنطر كطائرٍ واحد ولا يجب على أي حمامة أن تخون صديقتها وعلينا أن ننقذ أنفسنا سويةً لكي ننجح!
فإذا بالحمام يقفزن قفزةً واحد! ويطرن والشبكة معلقةٌ بهن واستطعن الارتفاع والصياد قد تفاجأ من ذلك! ولكنه كان لديه أملٌ بأنهن لن تستطعن البقاء هكذا لمدة طويلة فسيتعبن ويهبطن خلال دقائق لا محالة.
وكان الغراب قد تعجب من هذا الفعل وأعجبه ذكاء الحمامة
أخذ يلحق بهن ليرى ماذا سيحدث معهن.
وإذا بالحمامة المطوقة تقول لصديقاتها: إن بقينا نطير في هذا المكان ولا شيء يخفينا عن الأنظار فسيبقى الصياد يلحق بنا وسيمسكنا في النهاية. ولكننا إن اختفينا بين الأبنية فلن يصل إلينا ولدي صديقٌ هناك سيساعدنا وسنكون بأمان.
فانطلق سرب الحمام إلى إحدى الأبنية وهبطن بقوة من ثقل الشبكة ومن التعب.
ثم نادت الحمامة المطوقة لصديقها : زيزك! تعال يا زيزك ! أنا بحاجةٍ لمساعدتك!
فإذا بجرذٍ يظهر من جحره ويأتي إليهن فقال للحمامة المطوقة باستغراب: كيف وقعتِ في هذا الفخ وأنتِ لستِ من النوع الغافل يا صديقتي؟ فأجابته : إنه القدر وجلَ من لا يخطئ يا صديق والآن أرجوكَ أن تبدأ بقرض عقد الشبكة حتى نستطيع الإفلات منها.
بدأ الجرذ يقرض عقد الحمامة المطوقة
وهي تقول له بأن يبدأ بعقد صديقاتها ولكنه لم يجبها حتى أعادت قولها مراراً فقال لها في النهايةِ بضيق :
لماذا لا تهتمين بنفسكِ وتعطيها حقها ؟
فقالت الحمامة المطوقة :
إني أعلم بأنك إذا بدأت بفك عقدي سوف تتعب وتشعر بالملل. وقد لا تكمل فك بقية العقد لصديقاتي! ولكنك إن بدأت بهن فستكمل حتى تصل إلي لأنك لن تتركني معلقةً في هذه الشبكة. وصديقاتي من الحمام هن كأخواتي بل وأغلى وهنَ عائلتي وأنا لن استغني عنهن أبداً.
فابتسم الجرذ زيزك وقال :
أنتِ لستِ ذكيةً فقط بل وحنونةً أيضاً وتهتمينَ بشؤون صديقاتك ولا تقومي بخيانتهن مهما حصل .. إنكِ حمامةٌ رائعة سلمكِ الله من كل مكروه.
وأخذ الجرذ يكمل عمله وانتهى من قرض جميع عقد الشبكة. ثم تحررت الحمامة المطوقة وصديقاتها فشكرن الجرذ وانطلقن من جديد ليكملن رحلتهن بحريةٍ ونشاط.
أُعجب الغراب بما حدث وقال في نفسه :
إن لهذه الحمامة صفاتٌ جميلة. فقد تعاونت مع صديقاتها ليهربن من الصياد و وصلن إلى صديقها الذي حررهن. ولكنها طلبت تحرير صديقاتها أولاً لأنها ترى بأن حمايتهن هي مسؤوليتها. لقد بدأتُ أخجل من نفسي فقد رأيت الصياد وهو ينصب الشبكة ولكني لم أقم بتنبيه الحمامة من شدة خوفي. ولكنني لن أفعل ذلك مجدداً وقد تعلمتُ من الحمامة درساً مفيداً.
أقرأ أيضاً:
العاب جميلة تحتوي على الحيوانات الجميلة

https://kid.sa/search?q=%D8%AD%D9%8A%D9%88%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA