
نبدأ في رواية قصة الحمار و الكلب والقطة و الديك
كان يا ما كان في قديم الزمان وفي قريةٍ جميلةٍ ومزرعةٍ كبيرة كان هناك حمار قد كبر في السن قليلاً وأصبح العمل يرهقه فلم يعد قادراً على حمل ما يطلبه منه صاحبه فقرر أن يتخلى عنه وكان يفكر بطريقةٍ ما فشعر الحمار بذلك وهرب من مزرعة صاحبه منطلقاً إلى مكانٍ ما..
وفي أثناء طريقه
وجد كلباً جالساً وكان يبدو عليه التعب ويلهث من الجري فسأله الحمار عما جرى له فقال: لقد كنت أعمل مع صاحبي في الصيد ولكنني لم أعد قوياً كما من قبل ولم أعد قادراً على الركض بسرعة والقفز ولذلك قرر صاحبي أن يتخلى عني فهربت منه وأشعر بالحزن فانا لا أعلم ماذا يجب أن أفعل الآن..
فقال له الحمار :
هل تريد أن تنضم إلي في رحلتي ؟ فحالي نفس حالك يا صديقي لقد هربت من صاحبي بعدما اكتشفت بأنه يريد التخلي عني ولم يعد يطعمني فما رأيك؟
فوافق الكلب فوراً وانطلق معه
وفي أثناء الطريق لمح الكلب قطةٍ جالسةٍ وتبدو عليها علامات الألم والحزن فأشار للحمار عليها وذهبا إليها وقال الكلب:ماذا بكِ أيتها القطة؟ يبدو عليكِ الحزن..
فقالت القطة بضيق:
لقد كبرت في السن ..ولم أعد قادرة على صيد الفئران والحشرات في منزل صاحبتي وكنت أجلس بجانب المدفأة فقط وقد قررت استبدالي بقطٍ أفضل وستتخلى عني بعد كل هذه السنين .. فهربت منها وأنا أشعر بالحزن لذلك..
فقال الحمار :
انضمي إلينا فنحن قد تخلى عنا صاحبينا أيضاً ونحن في رحلة بحثٍ عن مكانٍ جيد نعيش به فهل أنتِ موافقة؟
فوافقت القطة بسرعة
وذهبت معهم وبعد أن مشوا قليلاً ووصلوا إلى فناء مزرعة رأوا ديكاً يصيح بصوتٍ عالٍ جداً فقالت له القطة :ماذا بكَ تصيح هكذا؟ كدت تثقب طبلة أذني!
فقال الديك :
أعتذر عن ذلك ولكني أصيح بقوة حتى يسمع صاحبي صياحي ويغير رأيه بذبحي على مائدة الغداء غداً لأجل الضيوف، لقد كنت أصيح كل صباح وأوقظهم على صلاة الفجر والآن نسوا كل ما قمت به ويريدون أن يتخلصوا مني!
فقال له الحمار:
لا تحزن يا صديقي جميعنا قد هربنا من أصحابنا وننطلق في رحلةٍ معاً فهل تود الذهاب معنا؟
فوافق الديك في الحال لينقذ نفسه من صاحبه وانطلقوا في رحلتهم حتى وصلوا إلى غابةٍ جميلة فقرروا قضاء الليلة بها وقرر الكلب والحمار النوم تحت الشجرة وأما القطة فاستقرت على أحد فروعها وصعد الديك إلى أعلى الشجرة ليكون في مكانٍ آمن..
وإذا بالديك ينظر هنا وهناك
فلمح الديك ضوءاً خافتاً من بين الأشجار ونادى لأصدقائه وقال: هناك ضوءٌ قريب لعله منزلٌ دافئٌ ومريح دعونا نذهب إليه
فوافق الجميع وقال الحمار :نعم سيكون أكثر راحة
وقال الكلب: لعلنا نجد بعض العظام مع اللحم !
فضحكت القطة وقالت :أنا تكفيني سمكةٌ صغيرة.
فانطلق الجميع إلى مصدر الضوء حتى وصلوا إليه وكان منزلاً بالفعل ويشع الضوء من أحد نوافذه فوقف الحمار ولأنه الأطول ينظر عبر النافذة وسأله الديك :ماذا ترى يا صديق؟
فقال الحمار :أرى طاولةً عليها أشهى أنواع الطعام وأرى حولها رجال يتقاسمون بينهم الذهب والمال!
فقال الكلب :إنهم لصوصٌ بالتأكيد!
رد الحمار :نعم هذا ما يبدو عليه ،ماذا نفعل الآن؟ حقاً أتمنى أن أتناول الطعام الذي في الداخل !
قال الكلب :تعالوا نفكر بخطةٍ للدخول!
وهكذا جلس جميع الأصدقاء يتشاورون ويفكرون بخطةٍ ذكية حتى وصلوا إليها!
وقف الحمار واضعاً حافريه على حافة النافذة ووقف الكلب فوقه وفوق الكلب وقفت القطة ليقف عليها الديك
وفعلوا ذلك بهدوء ولم يشعر بهم أحد وفجأة ظهرت أصواتٌ مرعبة معاً فكان الكلب ينبح بقوة والقطة تموء بصوتٍ عالٍ بينما كان الحمار ينهق وصاح الديك بقوة ليتشكل صوتٌ مرعب جداً ففزع اللصوص ودخل الأصدقاء مهشمين الزجاج فهرب اللصوص جميعهم إلى الغابة وسعد الأصدقاء بنجاح خطتهم وجلسوا يتناولون الطعام وبعد انتهائهم وبسبب تعبهم الشديد غطوا في نومٍ عميق وكان الكلب قد نام بجانب باب المنزل والحمار على قشٍ في فناء البيت وصعد الديك إلى عارضة قرب السقف وأما القطة فنامت بجانب المدفأة.
كان اللصوص متعجبين مما حصل وينظرون إلى المنزل
والمنزل وهو هادئ ومطفأ الأنوار ففكروا بمَ حدث! وقالوا: لعله خيالهم.
وبعثوا أحدهم ليكتشف ماذا في المنزل, وبالفعل دخل إلى المنزل بهدوء ووصل إلى المطبخ فأمسك بشمعةٍ أشعلها.
وإذا به يدخل إلى غرفة المعيشة فرأى بريق عيني القطة! واعتقد بأنهما فحماً فذهب إليها ليقوم بإشعالهم وما أن رأته القطة حتى شعرت بالقلق وقامت بخدشه أخرجت صوتاً كصوت الأفعى ففزع اللص وأسرع إلى باب المنزل الخلفي ليتعثر بجسد الكلب ويقع فقام الكلب بعض قدمه فصرخ اللص وأسرع يهرب وهو يعرج, وإذا به أمام الحمار الذي قام برفسه رفسةً قوية!
وبسبب هذا الضجيج!
استيقظ الديك وأصدر صوتاً مرعباً بسبب انزعاجه ممل جعل اللص يصاب بالجنون وفر هارباً.. وعندما عاد إلى أصدقائه قال لهم بخوف: يا إلهي! هناك ساحرةٌ مرعبة في المنزل خدشت وجهي وبصقت علي وكان هناك رجلٌ معه سكين قام بطعن قدمي وكان هناك وحشٌ كبير أسود معه عصا وقام بضربي بها بكل قوة! وكان هناك من يصيح أيضاً: أحضروا اللص أمامي!!
كان المنزل مظلماً
ولذلك تخيل اللص كل هذا ولم يعلم بأنهم حيواناتٌ فقط ،فشعر اللصوص بالخوف وغادروا الغابة كلها.
بينما استقر الأصدقاء في المنزل وهم يشعرون بالسعادة وكلما تذكروا تلك الليلة ضحكوا بشدة وعاشوا بسعادةٍ وهناء.
وهكذا تنتهي قصة الحمار و الكلب والقطة و الديك
ومن القصص الاخرى شاهد أيضاً :