قصة الحمار و الأسد
استيقظ الحمار ذات صباحٍ بنشاط وذهب ليرى أصدقاءه الحيوانات في الغابة الجميلة وفي أثناء طريقه وجد زياً لفراء الأسد فخطرت بباله فكرةً خطيرة وقال في نفسه : إن لبست هذا الزي وتظاهرتُ بأني الأسد فستحترمني حيوانات الغابة وسأكون الملك! يا لها من فكرةٍ عظيمةٍ أيها الحمار الذكي!

وانطلق إلى الزي فلبسه وبدا كالأسدِ وراح يمشي ويتبختر فما أن يراه أي حيوانٍ في الغابة حتى يشعر بالخوف والرعب ويظهر له كل الاحترام والهيبة وجلس يطلب من هذا وذاك الخدمات فتارةً يطلب من السلحفاة جلب العصير وتارةٍ أخرى يطلب من العصفور أن يغردَ له وأما بقية الحيوانات فطلب منها أن تجلب له ما لذ وطاب وشعر الحمار بالغرور واعتقد بأن هذا الحال سيدوم ولكنه رأى الذئب ينظر إليه بمكرٍ وشعر بأنه علم بحقيقته .. فذهب إليه وطلب منه أن يتحدث معه على انفراد.
وعندما ذهب الأسد , أٌقصد الحمار المتنكر بزي الأسد مع الذئب وأصبحا لوحدهما قال الحمار محاولاً إظهار الشجاعة : لماذا كنت تنظر إلي بنظرةٍ ماكرةٍ أيها الذئب ؟! هل تغار من مقامي ولأني الملك يا هذا ؟!
هناك ضحك الذئب بهستيريا وقال للحمار بسخرية : مهما حاولت أن تفعل أيها الحمار فلن تنجح! ربما خدعت البعض ولكنك لن تخدعني!
ومهما حاولت أن تغير من نفسك ستبقى حماراً لن يتغير هذا الحال!
شعر الحمار بالارتباك وقال : من قال هذا ؟! أنا الأسد ملك الغابة! سوف أقتلك أيها الذئب وسأنفيكَ من الغابة!
الذئب بثقة : أسمعني زئيرك إذاً !
الحمار : زئيري ؟
الذئب : نعم! ببساطة أسمعني زئيرك فإن كنت أنت الأسد ملك الغابة فسيكون لك زئيراً مرعباً تحرك الغابة به !
شعر الحمار بمزيدِ من الارتباك وعندما حاول تقليد زئير الأسد ظهر صوت نهيقه الواضح ووقع الذئب على الأرض من الضحك وهو يقول : عليك أن ترضى بنفسك وتفتخر بها , لا أن تقلد هذا وذلك فكل شخصٍ خلقه الله لوظيفةٍ يقوم بتأديتها! لذا لا تحاول أن تتظاهر بشيءٍ ليس بكَ أيها الحمار.
شعر الحمار بخيبة الأمل ولكنه تعلم درساً مهماً وقرر أن يفتخر بنفسه وأن لا يحاول تقليد أي حيوانٍ آخر فهو حمارٌ مفيد وذو صفاتٍ معينة يختلف بها عن أي حيوانٍ آخر وهكذا تخلى عن زي الأسد وعاد إلى كونه الحمار العادي وليس ملك الغابة.
وهكذا يا صغاري نتعلم بأنه على الشخص ألا يقوم بتغيير شخصيتهِ إلى شخصيةٍ أخرى وعليه أن يفتخر بنفسه وأن يحسن منها ليكون الأفضل ويقوم بمهمته ووظيفته على أكمل وجه.