قصة الحمار الحكيم
كان يا ما كان وفي بلاد العرب مزرعةٌ جميلة فيها إسطبلٌ كبيرٌ للحمير ..تواجدت به الكثير منها الصغير ومنها الكبير ..وفي أحد الأيام أضرب حمارٌ صغيرٌ عن الطعام لمدةٍ من الزمن فضعف جسده ولم يعد قادراً على الحراك وحتى أذنيه تهدّلت وأصبح شكله ضعيفاً جداً
فتعجب والد الحمار من تصرف ابنه وعلم بأنه يضعف في كل يومٍ أكثر ويجب عليه التصرف فذهب إليه وقال: ما بالك يا بني قد أضربتَ عن الطعام ؟ هل أزعجك أحدٌ أم أصابك المرض؟!
أحضرتُ لك أفضل أنواع الشعير فرفضتها ولم تعد تأكل الكثير كما من قبل.. أخبرني يا بني بالسبب وأنا سأسمع لك وأنصحك.

فقال الحمار الابن لأبيه : لقد أزعجوني جداً يا أبي ..نعم .. أزعجني البشر!
فتعجب والد الحمار وقال لابنه الصغير :وكيف ذلك؟! هل فعلوا شيئاً سيئاً لك؟!
فقال الحمار الابن :نعم يا أبي ! كلما فعل أحدهم فعلاً سيئاً يقولون له يا حمار! ولكما فعلوا خطأً أو أمراً لا يجوز وصفوهم بالحمير! لماذا يا أبي يصفون الأشخاص السيئين بالحمير؟!
ألسنا حميراً جيدين؟ نحن نعمل دائماً بكل جد ولا نكل ولا نمل فلماذا يقولون ذلك؟! لماذا يا أبي؟!
شعر والد الحمار الصغير بالارتباك فلم يعلم بماذا يجب أن يجيب تساؤلات ابنه الصغير ففكر قليلاً ثم أجابه بمنطق الحمير:
_يا بني ..إن بني البشر قد فضلهم الله على كل المخلوقات الأخرى وكرمهم ولكنهم لم يشكروا الله على ذلك وقد أساؤوا لأنفسهم قبل أن يقومون بالإساءة لنا ..ليس جميعهم كذلك ولكن يا بني فكر قليلاً ..
هل هناك حمارٌ يسرق جاره ؟هل هناك حمارٌ يغتاب أخاه ؟ هل هناك حمارٌ يشتم أقاربه أو أبنائه ؟!
أم هل هناك حمار يضرب زوجته وأولاده ؟ هل سمعت قبلاً بحميرٍ من الأمريكان يريدون احتلال بلاد الحمير العرب؟!
وهل هناك حمارٌ خان بلده ؟! أم هل هناك حمارٌ خان أخاه ولم يعد يهتم به؟!
هل سمعت بجرائم طائفية بين الحمير ؟!
لا ليس هناك شيءٌ كذلك ! لذا فكر كالحمار وارفع رأسك مفتخراً يا بني! أنت حمارٌ بن حمار ولا تهتم بما يقولون ..فنحن على الأقل أفضل منهم لا نسرق ولا نقتل ولا نغتاب!
فرح ابن الحمار بكلام أبيه فأسرع يتناول الشعير وهو يقول : نعم ! سأكون كما تريد يا أبي! سأبقى وأفتخر بأني حمارٌ بن حمار!
__
فائدة القصة بان الإنسان قد أصبحت أفعاله أسوأ من الحيوانات فم يعد يحكم عقله وأصبح ظلومٌ كفار ! يقوم بأبشع الجرائم ولا يفكر بعواقبها ولذلك فيجب علينا أن نعود إلى أصلنا نحن البشر فضلنا الله وأعطانا العقل والتفكير ولذلك لفكر بأعمالنا دائماً ولنتقِ الله وأصلح الله حال أمتنا.