الحصان الوفي

في قديم الزمان وفي بلاد الحجاز كان هناك رجلٌ يملك حصاناً عربياً أصيلاً وقد تعلق به بشدة وأحبه وكان الحصان يبادله ذلك وعندما أتى شهر رمضان ذهب صاحب الحصان إلى قبيلة زوجته ليقضي الشهر هناك .. وفي ذلك الوقت جاء رجلٌ غني من مصر ليشتري الخيول العربية ولتتكاثر في بلده وطلب شراء حصان ذلك الرجل ولكنه لم يكن موجوداً فباعه شيخ القبيلة معتقداً بأن صاحبه سيوافق على ذلك..
وعندما عاد صاحب الحصان بعد أربعة أشهرٍ من بيعه لم يجده فصدم وسأل عنه فأخبروه بذلك وأعطوه المال ولكنه رفض بيعه تماماً فهو صديقه المخلص والوفي ويحبه ولا يريد بيعه، فحمل المال وذهب إلى مصر ليسترجع الحصان ووصل إلى ذلك الغني وأخبره بما يريد وبأنه يرفض الأمر ويريد استرجاع حصانه فلم يعارض الرجل الغني ولكنه قال: لقد اشترينا الكثير من الخيول ولن نستطيع تمييز حصانك من بينهم! فهل تستطيع أنت ذلك؟!
فقال الرجل بكل ثقة: إن لم يعرفني حصاني فلا حصان لي عندكم وسأسامحك به وأعيد لك ثمنه!
فأُعجب الغني بإجابة الرجل وطلب أن يتم إخراج جميع الأحصنة إلى الساحة حيث يتم ترويضها وهناك ركضت الأحصنة مسرعة تقفز وتلعب وكان منظرها بديعاً ،فأسرع صاحب الحصان ووقف فوق تلةٍ مرتفعة ورفع صوته منادياً باسم حصانه! وإذا بحصانٍ من بين الأحصنة كلها يرفع رأسه ويحرك أذنيه ويميّز الصوت وعندما كرر النداء رأى صاحبه فأسرع يركض ويصهل حتى وصل إليه ووضع رأسه بين يديه وهو يشم رائحته وكان منظراً مؤثراً وصاحبه يقبله ويبكي من فرحة اللقاء بصديقه الوفي الذي استطاع معرفته ،فتأثر الغني بما رأى وأعاد إليه حصانه ولم يقبل باستعادة المال ولكنه طلب منه أن يعده بأن يعطيه مهراً من إنتاج هذا الحصان أي ابنه فوعده صاحب الحصان بذلك وغادر مع حصانه عائداً إلى بلاده وهو مسرورٌ بعودة صديقه إليه.
الوفاء صفةٌ جميلة ورائعة علينا أن نتحلى بها حتى مع الحيوانات وألا نغدر أو نخون أي أحدٍ أبداً.