قصة الحصان المغرور
في قديم الزمان كان هناك حصاناً رشيقاً وهبه الله جمالاً كبيراً وشعراً طويلاً ناعماً ورائعاً جداً ولكنه لم يكن مقدراً لهذه النعمة ولا يشكر الله عليها بل كان يتكبر على الجميع ويعتقد بأنه أجمل حصانٍ على الوجود حتى أن أصحابه كان ينصحونه بأن لا يتكبر ويشكر الله ولكنه كان يرفض قائلاً: أنا الحصان الأجمل وأنتم فقط تغارون من جمالي! ابتعدوا عني هيا ابتعدوا!

وهكذا لم يعد له أصحاب وفي أحد الأيام انتشر خبر إقامة سباقٍ للأحصنة فشارك الحصان المغرور به وعندما بدأ السباق أسرعت الأحصنة تعدو وأسرع الحصان المغرور ولكن كان هناك صبياً يراقبهم ومعه مقص يغلقه ويفتحه فقص بعضاَ من شعر الحصان المغرور وهو يعدو فتوقف بسرعة خائفاً على شكله وأخذ يهتم به ويقوم بتعديله ولم ينتبه بأن الأحصنة كلها قد سبقته ووصلت إلى النهاية وعندما وصل إليهم شعر بالحزن لخسارته فقالت الأحصنة بأن هذا جزاء تكبرك وعليك أن تتواضع وتشكر الله وبالفعل تعلم الحصان التواضع وحمد الله على نعمه الكثيرة وأصبح كأصدقائه متواضعاً وطيباً وأصبح له الكثير من الأصدقاء.
التواضع صفةٌ جميلة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ ، فَهُوَ فِي نَفْسِهِ صَغِيرٌ ، وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ عَظِيمٌ ، وَمَنْ تَكَبَّرَ وَضَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَهُوَ فِي أَعْيُنِ النَّاسِ صَغِيرٌ ، وَفِي نَفْسِهِ كَبِيرٌ. ولذلك علينا أن نتواضع ونبعد الغرور عنا فالغرور ليست بصفةٍ جميلةٍ أبداً وتبعد الجميع من حولنا ولذلك علينا أن نختار الصفات الحسنة ونبتعد عن كل صفةٍ سيئة.