قصة الحصان الذي وقع في البئر

في أحد الأيام الجميلة كان هناك حصانٌ جميل ولكنه كبر في السن قليلاً وكان هذا الحصان يركض هنا وهناك وإذا به يتعثر ببئرٍ قديمٍ جاف فيقع به ولم يستطع الخروج منه! وأخذ يصهل لساعاتٍ طويلة فوجده صاحبه المزارع وفكر بطرقٍ عديدة لإخراجه ولكنه لم يستطع فعل أي شيءٍ لوحده!
فأخذ يفكر حتى أقنع نفسه بأن الحصان أصبح عجوزاً وتكلفة إخراجه ستساوي تكلفة شراء حصانٍ جديد ففكر بحيلةٍ خبيثة! وهي أن يطلب المساعدة من جيرانه ويقومون بردم البئر بالتراب ويدفن الحصان وهكذا يضرب عصفورين بحجرٍ واحد!
وبالفعل بدأ هو وجيرانه بردم البئر وإلقاء التراب وكان الحصان يصهل بقوة حتى أدرك ما يحصل فتوقف عن الصهيل وبدأ ينفذ فكرةً ذكية!
تعجب المزارعون من صمت الحصان فألقوا نظرةً إلى أسفل البئر فإذا بهم يرون الحصان يقوم بهز ظهره لإلقاء التراب المرمي عليه إلى الأرض أسفله ،فكلما وقع ترابٌ عليه أوقعه أرضاً وكان يرتفع شيئاً فشيئاً من خلال تراكمه أسفله وهكذا أكمل المزارعون إلقاء التراب وكلما ألقوا نفضه الحصان واعتلاه حتى وصل إلى أعلى البئر فقفز إلى الخارج وهو حرٌ وقد نجا من مصيبته!
نفهم من هذه القصة بأن الكثير من الناس قد تتعرض لكثير من المصاعب والهموم فإذا أبقوها على ظهورهم هلكوا ولكن إن قاموا بنفضها ورميها جانباً فسوف يتغلبون عليها متوكلين على الله ولن يتأثرون بها فلا تبقى حبيساً مع الهم بل ألقه وانطلق إلى الأعالي ولا تستسلم حتى تصل إلى القمة. ولا تهتم بكلام الناس ولا تشكي لهم جرحك فلن يشعر به أحدٌ غيرك بل اشكي لله ما أصابك وهو يتولى رعايتك وتوكل عليه وانطلق إلى الأمام وستصل إلى ما تريد بإذن الله.