كان يا ما كان وفي قديم الزمان .. كانت هناك مزرعةٌ جميل .. ليس فيها إلا دجاجةً حمراء .. ليس لها والدين ولا إخوة ..كانت تعيش لوحدها فتخرج من بيتها كل يوم للبحث عن الطعام وتعود في المساء وتقفل باب بيتها خلفها .. وكان هناك ثعلبٌ صغير يراقب الدجاجة كل يوم ويسمع صوتها وهي تقول :كاك كاك كاك .. وكان يتمنى أن يصيدها ويأكلها .. حتى أنه كان يحلم بذلك ..وحاول اصطيادها أكثر من مرة ولكنه فشل .. فالدجاجة كانت تشعر به وتعود إلى بيتها بسرعة ..

حتى جاء أحد الأيام وقرر الثعلب صيدها بكل إصرار فقال لأمه : سأذهب اليوم لصيد الدجاجة .. فجهزي القدر يا أمي لنطبخها ونأكلها على الغداء!
فقالت أم الثعلب : ولكنك حاولت صيدها من قبل ولم تفلح في ذلك!
الثعلب بإصرار : سأصيدها هذا اليوم وسأنجح ثقي بي يا أمي!
فوافقت أمه وأعطته كيساً يتسع للدجاجة وودعته عند ذهابه..
وفعلاً ذهب الثعلب وهو يشعر بالحماس واختبأ خلف بيت الدجاجة ينتظر عودتها وعندما عادت إلى بيتها انقض عليها ولكنها قفزت وطارت إلى أعلى البيت فقال الثعلب لها :انزلي أيتها الدجاجة لألعب معك!
فقالت الدجاجة : لن أنزل! فأنا لا أثق بك!
قال الثعلب : أنا حقاً أريد اللعب معك انظري سأريك كيف سألعب وحاولي مجاراتي!
وأخذ يلف بجسده ويدور ويدور والدجاجة تنظر إليه فقامت بتقليده حتى شعرت بالدوار لتقع في الكيس الذي جهزه الثعلب ! شعر الثعلب بالسرور والانتصار وحمل الكيس بسعادة وأسرع يعود إلى منزله..
كان منزل الثعلب يبعد عن المزرعة قليلاً فشعر الثعلب بالتعب خاصةً بأنه شعر بالدوار أيضاً بسبب دورانه فجلس ووضع الكيس ليرتاح قليلاً .. في ذلك الوقت أفاقت الدجاجة وعلمت بأن الثعلب قد أمسك بها .. فحاولت الخروج بهدوء حتى رأت ثقباً صغيراً في الكيس .. فقامت بفتحه بمنقارها وأوسعته أكثر حتى خرجت منه .. ووضعت حجراً عوضاً عنها وأسرعت بالهرب .
انتهى الثعلب من استراحته وعاد يحمل الكيس حتى وصل إلى منزله وسعدت والدته بصيده وأخبرته بأن ماء القدر جاهزٌ ويغلي فأمسكت بالكيس ورمت محتواه داخل القدر!
ليسقط الحجر وتغلي الماء وتفور عليهما! فاحترق الثعلب وأمه وأسرعا يسعفان نفسيهما وعندما ذهب الألم أسرعا ينظران إلى داخل القدر ليريا حجراً كبيراً وليست دجاجةً لذيذة!
وهكذا استطاعت الدجاجة الهرب وخسر الثعلب من جديد!