قصة الثعلب والغراب
في يومٍ من الأيام وفي أحد أيام الصيف والذي اشتدت حرارته وكانت شمسه لاذعةً كان هناك غرابٌ طيبٌ ذو لونٍ أسود داكن وذو جسمٍ ممتلئ وكان له منقار أصفر رفيع وكان يحب البقاء في الغابة منتقلاً من شجرةٍ إلى أخرى مستمتعاً بذلك فإذا به يحصل على غدائه الذي وجده في المدينة فعاد إلى الغابة جالساً على غصن شجرةٍ كبيرة ملتقطاً الجبن بمنقاره فإذا به يرى ثعلباً رمادياً نحيل الجسم ذو وجٍهٍ ماكرٍ وذو نظراتٍ محتالة وكان يتقدم نحو تلك الشجرة , فما أن اقترب منها حتى قال للغراب وكان يشعر بجوعٍ شديد : أيها الغراب الجميل .. ذو الصوت العذب .. والوجه الطيب .. جئتكَ طالباً منك طلباً بسيطاً تريح به نفسي وتسعدني , فهلا ساعدتني؟
فأشار له الغراب بالموافقة

فقال الثعلب بمكر : هلا غنيتَ لي بصوتكِ الجميل ؟
تفاجأ الغراب من قول الثعلب وشعر بالسعادة الغامرة وبسبب سعادته قام بفتح منقاره ليغني للثعلب ناسياً قطعة الجبن التي كانت فيه فإذا بها تقع لتصل إلى فم الثعلب الذي كان ينتظرها فضحك بمكر وغادر مسروراً.
حزن الغراب لذلك وعلم بأنه قد تم خداعه وقال بضيق : لقد خدعني هذا الثعلب الماكر! ولكنني تعلمتُ درساً بأني لن أصدقَ الكلام الجميل بسرعة بعد الآن وعلي أن أحذر من كل شخصٍ ماكر!