قصتنا هي قصةٌ جميلةٌ جداً ,تتحدثُ عن ببغاءٍ أنقذ منزل صاحبه من السرقة.. فكيف حدث ذلك ؟ تابعوا معنا لنعرف قصة الببغاء واللص..
في أحد الأيام غادرت عائلة وليد المنزل تاركين الببغاء ،فكان الببغاء يشعرُ بمللٍ شديد فأخذ يحك رأسه ومن ثم التقط بندقةٍ من أرض القفص بمخلبه ومن ثم نقلها إلى منقاره القصير المعقوف ليقوم بالضغط عليها لشقها وإزالة قشرها ومن ثم تناولها، فكر بأن يتناول أخرى ولكنه عدل عن قراره وأخذ يرمي بنظره خارج قفصه الكبير ،كان قفصهُ واسعاً وأرضه مليئة بالأطعمة التي يحبها كالبذور والموز وغيرها ولكن بقاءه داخل القفص كان مملاً جداً.
فأخذ يرمي بنظره خارج الغرفة ونظر إلى المكتب وما عليه من أوراق وإلى الهاتف الذي كان يرن كل حين وإلى الكتب التي توزعت على رفوف جدران الغرفة.

انتظر الببغاء قليلاً ولكنه شعر بالملل بعد ذلك فصاح باسم صاحبه”وليد” ،ولكن لم يجبه أي أحد وكان وليد هو من رباه منذ الصغر واعتنى به أفضل عناية ،حتى أنه علمه تقليد الكلمات ومحاكاة الأصوات ليصبح من أفضل الببغاوات التي تستطيع محاكاة أي صوت!
ولو أن الببغاء لم يكن يفهم معنى هذه الأصوات والكلمات إلا أنه فهم بطريقةٍ ما على دلالتها تقريباً فهو يفهم بأنه عندما يصيح باسم وليد (ولو لم يكن يعلم بأنه اسمه بالفعل) فهو يعلم بأن هذا الصياح بهذه الأحرف ستُحضر صديقه إليه على الفور ولكنه لم يحضر هذه المرة!
فشعر الببغاء بالغضب وكان يجهز نفسه للقيام بالصياح باسمه عدة مراتٍ ومن ثم محاكاة أصواتٍ أخرى كرنين الهاتف وصوت أبواق السيارات وحتى صوت مزلاج الباب ولكن وقبل أن يبدأ بذلك لاحظ بأن باب الغرفة يُفتح ببطء ودخل شخصٌ غريبٌ بحذر ومن ثم أغلق الباب خلفه بهدوء.
واتجه نحو أدراج المكتب وراح يفتحها ويسرق النقود وكل شيءٍ هام والببغاء يراقب باهتمامٍ حتى رن الهاتف ففزع السارق في البداية وعندما توقف عن الرنين أكمل عمله ولكن الببغاء كان قد شعر بالضجر من هذا الشخص وعاد حنينه إلى صديقه وليد وخطر بباله وبعد سماعه لصوت رنين الهاتف أن يضيع وقته ويستمتع بتقليد الأصوات التي حفظها!
كان اللص ما زال يفتح الأدراج حتى سمع صوت خطواتٍ نحو الغرفة ومن ثم صوت طرق الباب وبعد ذلك صوت مقبض الباب وهو يدور بعنف وصوتَ امرأةٍ يقول: “وليد.. هل أنت هنا؟!”
كان اللص قد تجمد في مكانه وشُلت حركته من الخوف فقد كان متأكداً بأن المنزل فارغ ولم يعلم بأن الببغاء هو من يقوم بهذه الأصوات حتى سمع بعد ذلك صوت فتح الباب ورنين الهاتف وأيضاً صوت سيارة الشرطة وهي تعلو وتقترب من المنزل ومن ثم سمع صوت توقفها ومكابحها القوية ,فشعر بالرعب وانطلقَ مسرعاً نحو النافذة فقفز منها بدون أن يهتم بعلوها فالتوت ساقه بسبب ذلك، وأخذ يجرها فلم يستطع الابتعاد وجلس مستنداً على حائط المنزل وهو يشعر بالغضب مما حصل وفشل سرقته ،ولكنه بعد ذلك التفت يمنةٍ ويسرةً فلم يجد أي سيارةٍ للشرطة وسمع صوت ضحكٍ وأصواتً أخرى من الغرفة وكان الببغاء قد انتقل إلى تقليد أصواتٍ أخرى تبدأ بقهقهةٍ ومن ثم تتحول إلى أصواتِ ضحكٍ عالية ومرحة.
وهكذا أنقذ الببغاء منزل وليد من السرقة وأفشل محاولة اللص بسرقته!