قصة الببغاء والشيخ
قصتنا هي قصةٌ واقعيةٌ فيها العبرة ,وقد حدثت هذه القصة مع شيخٍ طيب, كان هذا الشيخ يعطي دروساً لتلاميذه عن عقيدة التوحيد والمعنى العظيم والحقيقي في “لا إله إلا الله” , وكان يعلمهم بأنها حصن الله وكيف على الإنسان أن يدخل إلى حصن الله بشرطها وشروطها.

فهي ليست بجملةٍ تتكرر على اللسان فقط بدون معرفة معناها الحقيقي وإدراكها إدراكاً تاماً ونابعاً من القلب, وقد بدأت هذه القصة عندما قام أحد الطلاب بإهداء الشيخ ببغاءً جميلاً وذلك لأن الشيخ كان يحب الطيور ويعشق الببغاء بالذات وهكذا أصبح بحضر الببغاء معه إلى الدروس دائماً ,وعندما كان الشيخ يردد دائماً كلمة التوحيد كان الببغاء يقلده ,حتى حفظها وأصبح يرددها ليلاً ونهاراً.
وفي أحد الأيام حضر الشيخ إلى طلابه ولم يكن الببغاء بحوزته وكان الشيخ يذرف الدموع فتعجب الطلاب من ذلك وسألوه عما به, فأخبرهم بأن الببغاء قد أكله القط ومات!
فقال الطلاب :ألهذا تبكي يا شيخنا الفاضل؟ يمكننا أن نحضر لك غيره بل وأفضل منه!
فأجابهم: كلا .. لا أبكي عليه . .بل أبكي على حالي وحال غيري! يا طلابي .. لقد كان الببغاء يردد كلمة التوحيد دائماً قائلاً :”لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله” ولكنه ..! عندما رأى القط صرخ واستمر يصرخ من الخوف حتى أكله القط .. وهكذا فكرت في نفسي .. لقد كان الببغاء يردد هذه الكلمات على لسانه بدون أن تدخل إلى قلبه ولم يكن مدركاً لمعناها فهو فقط يقلدها .. وعندما هجم عليه القط نسيها وراح يصرخ فقط.. وهكذا أشعر بالخوف من أن أكون كهذا الببغاء .. أرددها دائماً بدون معرفة معناها تماماً وعندما يأتي الموت أنساها!
حينها بكى جميع الطلاب خوفاً من ألا يكونوا يملكون الصدق في “لا إله إلا الله”.
نعم لقد قال الله تعالى في الحديث القدسي : (كلمة لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن
من عذابي ).
ولكن بشرطها وشروطها وعلينا أن نتعلم أكثر لننال رضا الله وندخل حصنه ولنتعرف أكثر على “لا إله إلا الله” , فأتمنى أن تكونوا قد استفدتم من القصة مع تمنياتي لكم بالتوفيق دائماً.