الببغاء المغرور

فوائد قصة الببغاء المغرور :
- اثبات سلبية الغرور
- تعليم الطفل الاستماع لنصائح الآباء
- التسامح نحو الاشخاص الذين شعروا باخطائهم
- احترام الاصدقاء
كان يعيش في إحدى الغابات الخضراء ببغاءٌ جميلٌ مع أمّه وعائلته كان اسمه كوكو ولكن هذا الببغاء كان مغروراً جداً ,فقد كان يعتقد بأنه أجمل طائرٍ في العالم ويسخر من أصدقائه الطيور الأخرى فقد كان يذهب هنا وهناك يمشي متبختراً بجمالهِ مقلداً جميع الأصوات حتى أنه جرح صديقه الغراب بكلامه عندما قال له : أنت ذو لونٍ أسودَ كئيب! وذو صوتٍ مزعجٍ ! أما أنا فألواني هي أجمل الألوان وصوتي من أعذب الأصوات فمسكينٌ أنت أيها الغراب ..
شعر الغرابُ بحزنِ شديد فراح يشكو إلى والدة الببغاء ما سمعه منه فأخذت تهدئ من غضب الغراب وقالت له: إني أعتذر عن تصرف ابني وسوف أؤنبه بشدة ليعتذر منك يا عزيزي.
وهكذا غادر الغراب وعاد الببغاء كوكو من نزهته إلى المنزل ليجد أمه في انتظاره وقالت له بتأنيب : لقد سمعت بأنكَ ضايقت الغراب اليوم فهل هذا صحيح ؟
فأجابها بانزعاج : يا لهذا الغراب الثرثار لماذا يخبركِ بأمرٍ بسيطٍ كهذا ؟
نظرت والدته إليه بضيق وقالت له : أقلتَ بسيط ؟ لقد جرحت مشاعره ويجب عليك أن تعتذر منه و عليك أن تتوقف عن غرورك وتتواضع يا بني وإلا فإن الله سيعاقبك!
فأجابها : يا أمي إن الغراب يغار مني ومن جمالي فما ذنبي أنا ؟!
غضبت الأم وفي نفس الوقت حزنت على ابنها الوحيد وهي تشعر بالخوف مما سيحصل له بسبب غروره فقالت له : يا بني إن الله خلق كل شخصٍ بصفاتٍ معينة وإن بقيتَ مغروراً هكذا فجمالك سيذهب!
فقال لها بثقة :وكيف لجمالي أن يذهب ؟! سأبقى جميلاً وسيبقى الغراب بشعاً !
قال تلك الكلمات بكل غرور ومن ثم غادر المنزل ليجلس على شجرةٍ في الخارج وترك والدته حزينةً وخائفةً عليه.
و مضت الأيام والببغاء كوكو لم يتغير بل استمر بغروره وسخريته من بقية الطيور وأصبح الجميع يبتعد عنه وهو يتذكر كلام والدته ولكنه لم يبالي فقد كان يعتقد بأنه الأجمل و الأفضل في كل شيء ولم يكن يعلم ماذا قد يحدث له بسبب غروره المستمر..
في أحد الأيام وبينما كان مستلقياً على إحدى الأشجار انقضَ عليه صقرٌ كبيرٌ مرعب وأخذ يهجم عليه بشراسة واختبأت الحيوانات وهي تنظر إلى مصير ذلك الببغاء وأما عائلة الببغاء كوكو فقد كانت تشعر بخوفٍ كبير وتعتقد بأن كوكو قد مات لا محالة ولكن فجأة ظهر صيادٌ كان يتجول في الغابة وسحب الصقر بأحد أدواته القوية ليطير مبتعداً عن الببغاء وأسرعت والدة كوكو إليه لتطمئن على حاله فوجدته مجرّداً من الريش ولكنه ما زال حياً ولو أنه أصيبَ ببعض الجروح.
فأخذته إلى المشفى لتسعفه وهناك حضر الغراب ليطمئن على حال صديقه فقال له الببغاء بحزنٍ : أعتذر منك بشدةٍ يا صديقي .. لقد أخطأت بحقك ولكنني عرفت خطأي ولن أعود إليه بإذن الله, فهلا سامحتني؟
فابتسم الغراب وقال له : حمداً لله على سلامتك ومن الجيد بأنك تعلمت من الدرس, ولقد سامحتك يا صديقي.
فقال الببغاء كوكو بسرور : شكراً لك أيها الغراب ,أنتَ صديقٌ مخلص.
و بعد بضعةِ أيام تحسن كوكو وقد أصبح ببغاءً متواضعاً ولطيفاً وتخلى عن غروره وكان ريشه قد بدأ يعود للنمو وقد اعتذر من جميع الحيوانات والطيور التي أساءَ إليها فيما مضى وأصبح صديقاً للجميع فأحبهم وبادلوه المحبة.
إن التواضع من الصفات الحسنة والتي يجب أن يتحلى بها الجميع وأما الغرور فهو صفةٌ سيئة يجب أن نبتعد عنها ولنكن متواضعين نحب الجميع.
صياغة و كتابة أمل بالله .