قصة الببغاء الصغير الوفي
قصتنا قصةٌ جميلة تحكي عن وفاء الحيوان لنقرأها معاً ..
في أحد الأيام كان هناك حطابٌ فقير ذهب إلى الغابة ليقطع أخشابها ويبيعها للناس بعد ذلك, وبعد يومٍ شاقٍ وطويل أنهى عمله واستعد للعودة وفي الطريق حط ببغاءٌ صغيرٌ وجميل على يده فأخذه الحطاب معه إلى كوخه الصغير حيث يعيش مع زوجته وأبقاه بحوزته, وكان الحطاب يعتني بالببغاء عنايةً فائقة فالحطاب لم يُزرق بأطفال وكان هذا الببغاء كطفله الصغير ,يطعمه معه ويسقيه ويعطيه الحنان والعطف والوئام حتى أصبحا صديقين مخلصين جداً لبعضهما ولم يكن أحدٌ منهما يستطيع الاستغناء عن الآخر ولا حتى مفارقته وكان الببغاء ينتظر صديقه الحطاب دائماً حتى يعود من عمله ليستقبله أجمل استقبال بحنانٍ وشوق واستمرت صداقتهما لا يقطعها أي شيء.

وفي أحد الأيام عثر الحطاب على صندوقٍ مليءٍ بالذهب! في جوف شجرة السنديان فأخذه وأصبح غنياً واشترى قصراً انتقل للعيش به مع زوجته وصديقه الببغاء ولكن .. كان هناك من يكن الحقد والكراهية للحطاب وهي زوجته! نعم .. لقد كانت زوجته امرأةً شريرة وخبيثة وكان قلبها أسوداً لا تحب زوجها ولا تحترمه وكان كل همها أن تقوم بالاستيلاء على ماله لتعطيه لأهلها وأقاربها ,وأخذت تفكر طوال الوقت بطريقةٍ تستطيع بها فعل ذلك وخطرت في بالها فكرةٌ خبيثة!
فراحت تخبر أخيها بها وكانت الخطة أن يقوما بقتل الحطاب المسكين ليتخلصا منه وتحصل على المال ولكن ومن حسن الحظ كان الببغاء موجوداً وسمع الحوار وحفظ جملةً قالتها زوجة الحطاب ألا وهي” سُيقتل الحطاب اليوم في سريره!”
وعندما عاد الحطاب من عمله كان مرتاح البال ولم يخطر بباله أن هناك خطةً شريرة يتم حبكها لقتله وما أن دخل منزله حتى أسرع الببغاء وحط على كتفه وراح يردد عالياً ما سمعه من زوجة الحطاب ” سُيقتل الحطاب اليوم في سريره!” فصُدم الحطاب من قول الببغاء وعلم بأن هناك شيءٌ ما يحدث وبأن هناك خطراً يهدد حياته فأخذ يفكر ويفكر حتى عرف حقيقة الأمر.
وفي المساء دخل شقيق الزوجة وفي يدهِ سيفٌ حاد وما أن وصل إلى سرير الحطاب حتى راح يضربه هنا وهناك ولكن الحطاب لم يكن في السرير بل كان مختبئاً خلف الستائر مع صديقه الببغاء وأحبط خطة زوجته وأخيها وسلمهما للشرطة واستطاع بفضل الله ومن ثم بفضل صديقه الببغاء أن ينجو من حيلة زوجته الخبيثة وتخلص من شرها ,وهكذا عاش بقية حياته مع صديقة الببغاء الوفي بسعادةٍ وهناء.