قصة الأسد والأرنب
تدور أحداثُ قصتنا في غابةٍ جميلة مليئة بالأشجار والأعشاب الخضراء وكثيرةُ الأنهار وجداول المياه وكانت حيواناتها كثيرة من كل الأنواع فكان هناك المفترس وهناك النباتي ولكن كان هناك أيضاً ملك الغابة الأسد وقد كان أسداً ظالما ومرعباً حيث بأنه أصاب جميع الحيوانات بالرعب منه حتى الوحوش مثل الضباع والذئاب وغيرهم فلم يعد بقدرتهم صيد أي حيوانٍ خشية أن يراهم ولذلك اتفقت الوحوش على أن تذهب إلى الأسد جميعها وقالت له: أيها الأسد الملك لقد جئنا طالبين منكَ الموافقةَ على صفقةٍ بيننا وبينك فقد تعبنا وأرهقنا من صيد الحيوانات التي تكون في النهاية نصيباً لك ولذلك ما رأيك بأن تتوقف عن إخافتنا وبالمقابل سنعطيك في كل يوم وفي وقت غدائك طعاماً لك مما لذ وطاب من الحيوانات فوافق الأسد على ذلك ونجح الأمر.
وفي إحدى المرات قامت الوحوش بصيدِ أرنبٍ ليكون طعاماً للأسد فقالت للوحوش : إن تركتموني وشأني وفككتم أسري سأخلصّكم من شر هذا الأسد الظالم لترتاحوا منه! أُعجبت الوحوش بالعرض وقالت له : وماذا نستطيع أن نفعل لمساعدتك؟

فأجاب الأرنب : أريد من أحدكم أن يوصلني إلى مكان الأسد وهناك سأبطئ من سيري وسترون ما سيحدث.
وهكذا تم الأمر ووصل الأرنب إلى بيت الأسد وهناك كان الأسد جائعاً جداً فقد تجاوز الوقت وقت غدائه وشعر بغضبٍ شديد في حينها دخل الأرنب وقال الأسد :ما الذي جاء بكَ إلى هنا؟!
فقال الأرنب بذكاء : لقد أرسلتني الوحوش إليك ومعي أرنباً سميناً ليكون غداءً لك ولكن وفي أثناء الطريق ظهر لي أسدٌ غريب وقام بأخذ الأرنب السمين وقال بأنه أحقّ بهذا الأرنب وعندما أخبرته بأنه للأسد الملك غضب وقام بسبّك وشتمك فأسرعت إليك لأخبرك بما حدث!
حينها شعر الأسد الملك بالغضب الشديد وقال للأرنب : تعال معي وأوصلني إلى هذا الأسد وسوف ألقنه درساً قاسياً! وهكذا انطلق الأرنب مع الأسد وذهب إلى بئرٍ مليئةٍ بالماء الصافية فنظرت إليه وقالت :إنه هنا!
فنظر الأسد ليرى ظله مرسوماً على الماء مع ظل الأسد فاعتقد بأن هذا الظل هو لذاك الأسد وأن الأرنب هو ذاك الأرنب السمين فقفز بسرعةٍ إلى البئر وغرقَ به!
وهكذا وفي النهاية عاد الأرنب إلى الوحوش ليخبرهم بما حصل بالأسد الظالم و نتعلم من قصتنا هذه بأن الذكاء والحكمة في التصرفات هما ما يوصلا إلى الحل الأفضل وليس بالجنونِ والغضب نصل إلى ما نريد وأتمنى أن تكونوا قد استفدتم من القصة يا أحبائي وإلى اللقاء.