
سنتكلم اليوم عن علاج العناد عند الأطفال بعد أن تكلمنا في المقال السابق عن أسباب ظهور سلوك العناد عند الأطفال. ومن فاته ذلك فلا بد من الرجوع إليه لأهميته لأننا إذا لم نعرف أسباب العناد عند الطفل فكيف لنا أن نتوصل للعلاج الصحيح؟! وفيما يلي توجيهات ونصائح وطرق التعامل الصحيح مع الطفل العنيد.
وأول النصائح هي أن تكون التوجيهات مباشرة للتعامل مع الأطفال المعاندين، مع مراعاة التزام الهدوء والاتزان ما أمكن أثناء عناد الطفل وغضبه:
أهم التوجيهات في علاج العناد عند الأطفال
- مهم جداً أن يشعر الطفل بالأمان والدفيء العاطفي والاحترام داخل الأسرة في كل الأوقات، وتحت أي ظرف ونحذر كثيراً الأباء والأمهات من تحقير ذات الطفل والتوبيخ المستمر له .
- حاول ألا تنتقد الطفل وإنما انتقد السلوك مثل أن تقول هذا سلوك سيئ لا يليق بك أن تفعله! أو المؤدب لا يفعل ذلك … وهكذا.
- ونحذر جداً من أن نعلق على جبين الطفل أنه فاشل أو ولا فائدة فيه… وعمره ما يفهم… أو وسمه بالغباء وضعف العقل ومثل ذلك من العبارات السيئة! فكل ذلك مرفوض لما يترتب عليه من آثار نفسية سيئة وظهور الكثير من السلوكيات العدوانية .
- وحاول أن تغرس في طفلك الشعور بالمسئولية وأن الحياة أخذ وعطاء وليس أخذ وأخذ ، ولتدعم ذلك بالتفاعل العملي….
فإذا طلب منك شيئاً قل له مثلاً إذا ساعدت والدتك اليوم في أمور البيت سأعطيك ما طلبت … ومثل ذلك .
نصائح أخرى في علاج الطفل العنيد

- عند حدوث نوبات الغضب والبكاء عند الطفل العنيد لا تحاول إسكاته بل اتركه تماماً حتى يهدأ وحده! ثم تفاهم وتحاور معه بعد ذلك وإذا حاول مناقشة الموضوع وهو يبكي قل له إذا انتهيت من البكاء تعال لنتكلم وهذا سيعلمه ويغرس في نفسه أن الغضب والبكاء لن يعطيه ما يريد ولن يحل مشكلته ولن يجعلنا نغض الطرف عن التصرفات الخاطئة ومع تكرار الثبات الانفعالي منك حيال ذلك سيتوقف عن مثل هذا السلوك تدريجياً .
- يفضل أن تطلب منه أن يذهب إلى حجرته مثلاً حتى تمر نوبة الغضب أو البكاء. ثم تتفاهم معه بعد ذلك وينبه على أن الحوار لا بد أن يكون بلغة وطريقة تناسب سنه .
- إذا نهيت الطفل عن أسلوب أو سلوك خاطئ لا تكتفي بذلك! بل يجب أن تدله على السلوك الصحيح في مثل نفس الموقف.
- لا تجعل علاقتك بالطفل عبارة عن أوامر صارمة ونقد مستمر وتحقيق وتوبيخ! بل تعامل معه بمزيد من الأريحية والعفو أحياناً والتغاضي أحياناً وتوجيهات حنونة .
- لا ينبغي أن يكون التدخل في حياة الطفل برصد الحركات والأنفاس! وإنما يكون تدخلاً مرناً بإعطاء مساحة ولو قليلة للتصرف بحرية مع اصطحاب ما نبهنا عليه قبل ذلك من عدم وقوع ضرر به أو بغيره سواء للأشخاص أو الأغراض .
- عند حدوث أي خلافات أو نزاعات زوجية يجب أن تكون بعيدة قدر المستطاع عن أعين ومسامع الأبناء! لأن ذلك يضر بالطفل وسلوكياته فلا تجعله يشاهد ذلك .
- ينبغي من عدم تكليف الطفل بما لا يطيق كأن يطلب منه أن يطيع طاعة عمياء وعلى الدوام فهذا يخرج شخصيته غير سوية .
- يدب تحقيق بعض الرغبات المشروعة بطريقة مناسبة من وقت لأخر وبطريقة متوازنة مثل الخروجات والتنزه والألعاب فهذه أشياء يحتاجها الطفل وهي مفيدة له .
- كما من اللازم تشجيع الطفل على الاختلاط بأقرانه الآخرين والمشاركة في الألعاب الجماعية مع المناسبين له في البيئة والأخلاق والسن .
- ينبغي الحذر من التشهير بالطفل أمام الآخرين سواء ضيوف أم أقارب أو أصدقائه. فهذا يجعل الطفل ربما يتصرف بعناد كثير وربما يكبت في نفسه ويتحرج جداً ثم يظهر عليه السلوك العدواني بعد ذلك .
- لابد أن ندرب الطفل على حل بعض مشاكله البسيطة بنفسه ويجب أن يكون في البيت نوع من التسامح والتفاهم .
- يجب توحيد السياسة التربوية بين الأبوين بما اتفقا عليه مسبقاً وينبغي عدم التضارب في الموقف الواحد .
- وينبغي عدم التدليل المستمر لأنه يجعل الطفل غير قادر على الاعتماد على نفسه! وغير قادر على التكيف في الحياة العملية كما يجعل الطفل أناني لا يرى إلا نفسه.
- ولنعلم جميعاً أنه لابد من الإحباط المحدود (أي: منع بعض المطالب) فهذا يفيد الطفل في حياته العملية .
- وتحت أي ظرف لا تغلق قنوات الحوار والتفاهم مع طفلك. ولا تحتقر مناقشته ومحاورته في بعض الأمور التي قد تراها بسيطة أو تافهة! فإن من يشعر بالكبت والقهر والسلبية ربما يهرب من الواقع ويتقوقع حول نفسه وعندما يكبر سيدور حول ذلك. ولا يفكر إلا في نفسه ويصبح غير سوي نفسياً وربما يفشل في حياته العملية والاجتماعية بسبب ذلك! ولا تنسى الدعاء للأبناء فهو مهم جداً ومفتاح لحل الكثير من الأمور .
هذه أهم النصائح في علاج العناد عند الأطفال، فاللهم احفظ لنا أبنائنا وأصلحهم واجعلهم قرة عين لنا واجعلهم من النافعين لأمتهم والعالم أجمعين … اللهمَّ آمين .
وبسبب انتشار ظاهرة أن الكثير ربما يصرخ في أبنائه ويرتفع صوته جداً عندما يغضب من أحدهم وربما وقع البعض في كارثة ضرب الأبناء كان جديرٌ بنا أن نتكلم عن أضرار الضرب والصراخ على الأبناء نفسياً وبدنياً وما هي الأمراض العضوية التي قد تصيبهم جراء ذلك هذا ما سنعرفه في المرة القادمة إن شاء الله .