
نتكلم في هذا المقال عن كيفية تحفيظ الكبار والصغار وكيف أُحفظ الرجل الأمي أو المرأة الأمية ؟ وما هي النصائح الخاصة في التعامل مع كبار السن وما هي المحاذير في التعامل معهم وما هي الطريقة الجديدة والعجيبة في تصحيح الخطأ فهيا بنا نتعرف على ذلك
في التعامل مع الرجل والمرأة الأميين نتبع الآتي:
1) لا نجعلهما يمسكا بالمصحف حتى لا يتشتت عقلهما بين رسم الآيات
والصوت المسموع إلا إذا كانا يجيدا القراءة قليلاً فيصح أن يمسكا
بالمصحف ويتابعا القراءة خلفي مع الإشارة على كل كلمة يتم قراءتها
وهذا مع المداومة سترفع هذه الطريقة من جودة قراءته .
2) يتم قراءة الآية كاملة ويقرأ المتعلم خلفي .
3) إذا أخطأ المتعلم في كلمة أوقفه ثم أبدأ القراءة من الكلمة إلى أخر الآية ومثال لذلك { قل هو اللهُ أحد }... فقال خطأ.. اللهَ بالفتح… فأقول { اللهُ أحد }.
4) في النهاية يقرأ المعلم الخمسة أسطر كاملة ويردد الأمي ( كبير السن )
خلفه حتى يتأكد أنه يكررها بصورة صحيحة .
5) إن لم يتقن المتعلم هذه الخمسة أسطر أقللها له على حسب قدرته فيمكن
ثلاث ويمكن اثنان ويمكن سطراً واحداً ومع المداومة والاستمرار تأتي
الثمرة إن شاء الله .
6) ينبغي أن يكون الحفظ والتسميع للكبار في السن (الأميين) على مدار ثلاثة
أيام متتالية وليست متفرقة .
7) ولا يتم الجمع بين الأب والابن في مجلس واحد للحفظ لأن ذلك له أثار
وأضرار ونقصد أنه إذا أحببنا تحفيظ طفل وأبيه فلا يكون ذلك في مجلس
واحد يجلس فيه الطفل جوار أبيه أمام المحفظ بل ينبغي أن يكون كلا منهما في
مجلس منفصل لأن ذلك له آثار سلبية كبيرة على نفسيّة الطفل وهو خطأ تربوي
8) إن الطفل يصلح معه أن تكون الفترات البينية بين مجلس الحفظ والذي يليه أياماً
أما الرجل والمرأة الأميين فتكون ساعات أو يوماً واحداً .
وإليكم بعض النصائح الخاصة :

س : كيف نتعامل مع كبير السن الذي يتفلت منه الحفظ أو يكون ممن يملون وليس عنده صبر على الاستمرار وربما يكون من ذي المكانة المرموقة في المجتمع ؟
ينبغي أن نتبع الآتي :-
1) أن يكون في مجموعة في مثل سنه ومكانته إن أمكن ذلك .
2) يقرأ المعلم الآية أول مرة وحده ويقف على المعنى بطريقة مختصرة .
3) ثم يقرأ المعلم ثانية والمجموعة كلها تقرأ خلفه ويصحح الأخطاء الشائعة دون أن
يحدد أو يلمح بمن أخطأ من المجموعة .
4) ومهم جداً أن يصحح المعلم الأخطاء الشائعة حتى وإن لم يقع فيها أحد ويكون
ذلك بعد أن تفرغ المجموعة من القراء الآية كاملة أو قراءة الخمسة أسطر.
ومثال لذلك، يقرأ المعلم مثلاً نصف الفاتحة ثم تقوم المجموعة بالقراءة وبعد أن
تفرغ يقوم بتصحيح الأخطاء الشائعة كأن يقول ) الحمد لله ربِ ( ربِ العالمين )الرحمنِ( وليس الرحمنَ ) الرحيم ( ( مالكِ يوم الدين ( بالكسر وليس مالكْ بالسكون….. وهكذا
5) ثم في المرة التالية تقرأ المجموعة ويقرأ المعلم معهم بعض الكلمات التي تكون بها أخطاء شائعة لكي تنضبط التلاوة .
ويحذر من توجيه تصويب الخطأ لأحدٍ منهم بعينه لأن ذلك يحرجه وربما يجعله لا يستمر في الحفظ وينقطع عن مجلس القرآن .
6) وكل ما سبق يعتبر المرحلة الأولى في تعليم الكبار وأما المرحلة الثانية فهي ( تعليم التجويد نظرياً وعملياً ) .
ومن الأمور المهمة جداً: أن تحفيظ الكبار والصغار والأميين وجميع المبتدئين يكون بداية من السور القصيرة سور جزء ( عمّ) تحديداً .
وإليك هذه الطريقة العجيبة:
في تصحيح الخطأ عند الكلمات التي يصعب على المتعلم أن ينطقها أو يكون قد حفظها بصورة خاطئة وثبتت عنده بهذه الطريقة الخاطئة وستجد صعوبة كبيرة في تصحيحها وربما يرجع ذلك إلى أن الحفظ انتقل من الذاكرة المؤقتة إلى الذاكرة العميقة وحينها يكون من الصعوبة بمكان تصحيح ما ثبت في الذاكرة العميقة ولكن هناك طريقة ستسهل وتيسر عليك تصحيح ذلك بكل سهولة وهي تقطيع الكلمة من الأخر إلى الأول
ونضرب مثالاً ليتضح الأمر فإذا لم يستطيع المتعلم أن يقول أي كلمة من القرآن الكريم مثل كلمة (سميتموها( وقالها أو حفظها بأي صورة خاطئة فنبدأ معه بقولنا
{ موها – ( آخر ثلاثة أحرف) ويقول هو خلفي ــ موها – ثم أقول… تموها – ويقول هو تموها – ثم أقول ميتموها – ويقول هو ميتموها – ثم أقول… سميتموها – فيقول هو… سميتموها }
وما نفعله بهذه الطريقة أشبه بأننا نمسح ما تم تخزينه في الذاكرة ونعيد بنائه بصورة مختلفة ولكن بنطق صحيح حتى إذا ما انتهينا من النطق الصحيح يكون العقل غير قادر على استرجاع اللفظ الذي تم نطقه أو حفظه وتخزينه بصورة خاطئة.
وإن شاء الله ستجد مع إتباع هذه الطريقة فرقاً كبيراً في تصحيح الكلمات التي يصعب نطقها سواء في تحفيظ الكبار والصغار.
ويبقى لنا أن نتكلم عن بعض مهارات التحفيظ والتعليم عموماً كما يجدر بنا التنبيه على بعض الأمور المهمة والتربويات الخاطئة الشائعة وكيف نتعامل مع الطفل العنيد الذي لا يستجيب للتوجيهات وما هي الأسباب التي ينتج عنها عناد الطفل…كل ذلك وأكثر سنتعرف عليه في المرات القادمة إن شاء الله .
المهارات التربوية في الحلقات القرآنية والتدريس (الجزء الأول)
المهارات التربوية لمن يقوم بممارسة التحفيظ والتعليم (الجزء الثاني)