
لقد تكلمنا في المقال السابق عن بعض الأمور التي تنمي المهارات التربوية لمن يقوم بممارسة التحفيظ والتعليم. ونحن الآن بصدد الكلام على باقي هذه المهارات فهيا بنا نتعرف على ذلك في الأسطر القليلة الآتية…
المقال السابق: المهارات التربوية في الحلقات القرآنية والتدريس (الجزء الأول)
ينبغي على المعلم مراعاة معرفة بيئة المتعلم :-
وهى من العوامل المؤثرة في سلوك المتعلم سلباً وإيجاباً. وذكر ذلك ابن جماعة رحمه الله فقال : علي المعلم أن ( يستعلم أسماءهم وأنسابهم ومواطنهم وأحوالهم ) فان ذلك مما يساعد المعلم في مهمته وفي طريقة التفاهم والتعامل مع طلابه .
ومما ينبغي الاهتمام به جداً مراعاة الفروق الفردية :
قال الخطيب البغدادي : ( إن من الطلبة من يستطيع حفظ الكثير في الزمن القليل ومنهم من لا يستطيع حفظ نصف صفحة ولو في أيام ) .
فينبغي عدم إغفال ما بين المتعلمين من فروق فردية ذكوراً كانوا أو إناثاً كباراً أو صغاراً من فروق فردية جسمية أو عقلية أو مزاجية أو اجتماعية أو بيئية .
ولا يصح أن يغفل المعلم الناجح عن معرفة معرفة خصائص النمو :-

فمثلا في مرحلة التمييز ( 6- 12) هذه المرحلة لها خصائصها في النمو مثل :-
1) قابلية التلميذ العالية للمرض فيراعى حينها بعض حالات الغياب أو التقصير في الحفظ والمراجعة .
2) تبدأ الأسنان في التساقط! فعلي المعلم مراعاة ذلك من حيث تصحيح مخارج الحروف وعدم الشدة علي المتعلم إن كان يحفظه القرآن .
3) تكون حركة الأطراف غير دقيقة فلا يعاقبه إذا سقط منة شيئا دون إهمال منه أو رعونة .
4) أحياناً يواجه بعض الأطفال ضعف النطق عموماً وقصر النفس فلا يكلفه المعلم أكثر من طاقته الجسمية والفكرية .
5) ومن الناحية العقلية والنفسية فان التلميذ يكون مقبل على العلم ويكون شديد التركيز وصافي الذهن ومستجيب لعلاج الأخطاء قوى العاطفة تجاه معلمه ويكون لديه الرغبة في التقليد واكتساب العادات من معلمه .
مهارات الخطاب :-
إن بعض العبارات قد تفتح مغاليق النفوس، وأما خشونة اللفظ والغلظة فإنهما يَمنعا التلاميذ من التعلم المثمر والتفاعل التربوي! والحذر كل الحذر من السخرية من بعض التلاميذ وإن كان على سبيل الدعابة فإنه محرماً شرعاً ومدمراً تربوياً وجريمة في حق الطفل .
وينبغي تنمية مهارات الاستماع عند المتعلم :-
كما أن الطفل بحاجة إلى من يعلمه الكلام رغم أن له فم! وكذلك هو بحاجة إلى من يدربه على المشي رغم أن له رجلين فهو كذلك بحاجة إلى من يدربه على الاستماع الجيد وبحاجة إلى من يدربه على صالح الأخلاق وغير ذلك، وهذا من هم المهارات التربوية لمن يقوم بممارسة التحفيظ والتعليم التي يجب أن يعرفها.
وهذه بعض الوسائل المساعدة :
1) تنبيه التلاميذ بأن يراجعوا الدرس السابق قبل الحضور .
2) بيان أهمية الاستماع لما يطرحه المعلم ويقوم بشرحه .
3) عدم الانشغال أو العبث بأي أمر خارج عن ما يقوم به المعلم .
4) قطع الشرح بطرح بعض الأسئلة عنه والثناء على من يجاوب ثم استئنافه سريعاً .
5) أن يكون المكان مهيئاً للشرح بعيداً عن الضوضاء العالية أو الملهيات المشغلة .
مهارات التحفيز وهي المكافئات والجوائز :-
المكافئات والجوائز لها أهمية كبيرة في نجاح الأهداف المرجوة في جميع مراحل تعلم الطالب وهي من المهارات التربوية لمن يقوم بممارسة التحفيظ والتعليم مثل:
1) الجوائز المادية ولكن لا تكن هي العادة { ولا ضير في أن تكون القيمة المادية بسيطة أو صغيرة } .
2) المكافئات النفسية وهي بالثناء والمدح المنضبط أو بدعوة الخير الصادقة.
3) المكافئة الميدانية كزيارته إذا مرض أو انقطع أو إرسال أحد زملائه إليه ليطمئن عليه أو إرسال السلام إليه .
4) الجائزة الحقيقية الأخروية لمن يحفظ القرآن الكريم بأن نبين له الأجر والثواب لمن حفظ القرآن الكريم في الدنيا والآخرة { ويكون الشرح بطريقة مبسطة تناسب من يشرح له } .
وهكذا ها قد وضعنا رحالنا من هذه السلسة المباركة على أمل أن ينفع الله بها كل من قرأها أو وجد فيه شيئاً من المعرفة والفائدة وإلى اللقاء في سلسلة قادمة على خير إن شاء الله .