
تكلمنا في هذه السلسة المباركة على الكثير مما ينبغي مراعاته ومعرفته عند القيام بتحفيظ القرآن الكريم أو التدريس بصفة عامة للأطفال على وجه الخصوص واليوم نتكلم عن تنمية المهارات التربوية في الحلقات القرآنية والتدريس ونسأل الله التوفيق والقبول.
وهذه المهارات التربوية من المتطلبات الأساسية لنجاح الحلقات القرآنية وكذلك كل مجالس التعليم والتدريس فإن المعلم لا يكون ناجحاً ومتميزاً حتى يهتم بهذه المهارات وينميها ويطور منها فإن التلميذ يتعلم من طريقته وأسلوبه وشخصيته وعلاقته مع الزملاء ومع التلاميذ .
وأول هذه الأمور مراعاة حاجات التلاميذ :-
وهذا يتطلب من المعلم فهم حاجات التلاميذ النفسية والعقلية والجسمية، كذلك فهم المرحلة العمرية التي يتعامل معها ويعتبر هذا شرط في نجاح العمل التربوي على الوجه الأكمل .
وكذلك أبرز الحاجات التي ينبغي مراعاتها :-

1) الطعام والشراب وقضاء الحاجة والنوم والراحة .
2) العناية بالتهوية والإضاءة .
3) أن يكون المكان به أدوات تبريد إن كان الجو حاراً أو وسائل تدفئة إن كان الجو باردا .
4) تجهيز مكان تباع فيه الأطعمة الخفيفة لاسيما إن كان التعليم مستمر لوقت طويل .
5) ومن الأمور المؤكدة إعطاء التلاميذ فترة راحة بين درس وأخر فهذا يدفع السآمة والملل ويجدد النشاط والإقبال على التعلم أو الحفظ أو المراجعة.
مراعاة الحاجات التربوية والنفسية :-
وهي من عوامل بناء النفس السوية:
1) يجب أن يشعر التلميذ بالأمن داخل المكان الذي يتعلم فيه .
2) الحاجة إلى الحب والتقدير والتشجيع داخل المكان فهذا دافعاً على التفوق والإقبال .
3) عدم الملل من التوجيه والنصح وقد قال صلى الله عليه وسلّم : « الدين النصيحة …… إلى آخر الحديث » .رواه الإمام مسلم
وينبغي أن نعلم إن الطالب من عُمر 6 : 12عاماً يكون قليل الخبرة ويحتاج إلى النصيحة و التوجيه إلي كثير من الأمور .
4) ينبغي العمل على تنمية روح الانتماء والارتباط الاجتماعي بين الطلاب والتي تكون قائمة على المودة والأدب والتنافس الشريف في التعلم .
5) ينبغي تنمية روح التطلع إلى المعرفة والتجربة وحب الاستطلاع عند الطلاب ومما يساعد على إشباع هذه الحاجة :
ممارسة الأنشطة الاجتماعية هي من المهارات التربوية في الحلقات القرآنية والتدريس ومنها على سبيل المثال :-
– الرحلات إلى المواقع التاريخية والجغرافية إن أمكن .
– زيارة المكتبات العامة الكبيرة .
– القيام بالحفلات الترفيهية والسمر من وقت لآخر مع مراعاة الضوابط الشرعية .
– إقامة المسابقات التربوية والعلمية الهادفة .
التربية بالسيرة الحسنة :-
إن المعلم لن يجد التفاعل والتجاوب من التلاميذ حتى يكون قوله موافقا لفعله.
وقد قيل قديماً :
( إن عمل رجل في ألف رجل خير من كلام ألف رجل لرجل ) .
وقال أبي الأسود الدؤلي :
يا أيها الإنسان المعلم غيره …….. هلا لنفسك كان ذا التعليم
تنهى عن خلق وتأتى مثله …….. عار عليك إذا فعلت عظيم
وكذلك ينبغي مراعاة التدريج التربوي :-
وانظر إلى كلام الإمام النووي رحمه الله حيث قال :
( ينبغي أن يكون المعلم حريصاً على تفهيم المتعلمين وأن يعطي كل إنسان منهم ما يليق به فلا يكثر على من لا يحتمل الإكثار ولا يقتصر لمن يحتمل الزيادة ويقدم في تعليمهم إذا ازدحموا الأول فالأول ) ويتدرج مع التلميذ من السهل والبسيط إلى الصعب ومن الجزء إلى الكل فبذلك يحقق الأهداف المرجوة .
هذا وقد بقي لنا الكلام على بعض المهارات التربوية في الحلقات القرآنية والتدريس مثل أمور ينبغي. مراعاتها عند التعليم وخصائص النمو وكيفية تنمية مهارة الاستماع وما المقصود بمهارة التحفيز .
المهارات التربوية لمن يقوم بممارسة التحفيظ والتعليم (الجزء الثاني)