
نتكلم هنا عن الكيفية الصحيحة لعقاب الطفل المخطئ وأصول وقواعد للعقاب الصحيح الذي لا يترتب عليه ضرر حتى ولو معنوي للطفل فإن الهدف هو التقويم والإصلاح وليس الانتقام وتفريغ الطاقة في ذاك الطفل الضعيف، وكيف تعرف أن الطفل لديه سلوكٌ عدوانيّ وكيف نتعامل مع الطفل ذو السلوك العدواني، وكيف يمكن أن نتعامل مع الطفل المخطئ بطريقة صحيحة…
هذا ما نود توضيحه في الأسطر القادمة فهيا بنا نجدد الهمم والعزم الأكيد على تغيير سلوكياتنا مع أبنائنا…
القاعدة الأولى :
[ إن الأصل في أي عقاب أنه لا يكون إلا في حالة التكرار فقط وبعد استنفاذ كل الوسائل الأخرى في الإصلاح مثل الإرشاد والنصح بالرفق واللين ثم إذا كرر الخطأ ننتقل إلى الشدة في التوجيه ثم إذا كرر الخطأ ننتقل إلى التلميح بالعقاب ]
كل هذه الخطوات ينبغي مراعاتها قبل أن نلجئ للعقاب ….
ومن المهم جداً والمفيد أن نربى الطفل على أن ينتقض الخطأ لا أن يفعل الشيء الصحيح فحسب !
فإذا وقعت عينه على أحدٌ يفعل خطأ ما، فلا تدع الأمر يمر مروراً عابراً بل ناقشه حول ذلك واسأله…!
هل هذا الفعل صحيح؟ ولماذا؟
وماذا كان ينبغي فعله بدلاً عن ذلك؟
هذه المناقشة ستجد لها أعظم الأثر في تربية أبنك أو بنتك وكما بينا أن القاعدة هي
أنه ينبغي استحضار دائماً قبل إيقاع العقاب على المخطئ إلا بعد علاجٍ وإصلاح ونصحٍ وإرشاد فإن تكرر الخطأ حق العقاب على من يستمر في الخطأ ولم يرجع عنه .
الــقـاعــدة الثانية:
( عدم المعاقبة على أخطاء قديمة لمجرد أنك متعكر المزاج أو تضايقت من الطفل لسببٍ ما )
وهذه القاعدة تطبق على الدوام إلا في حالة واحدة وهى حالة السلوك العدواني!
فعند تكرار السلوك العدواني وعدم الرجوع عنه يمكن أن نفهمه أن العقاب سيكون بسبب تكرر ذلك.
ولكن كيف تعرف أن الطفل لديه سلوكٌ عدوانيّ..؟
مظاهر السلوك العدواني ؟
فمظاهر السلوك العدواني عند الطفل تتمثل في ( الضرب – الشد – العض – البصق – السرقة – كسر أدوات الغير – والسب والشتم – السخرية – القهقهة بصوت عالي ومبالغ فيه ) فكل ذلك يدل على أن الطفل لديه سلوكٌ عدوانيّ.
ولمزيد من المعلومات حول السلوك العدواني يمكنك من خلال هذا الرابط من هنا.
ولكن ما هي الكيفية الصحيحة لعقاب الطفل المخطئ ذو السلوك العدواني المتكرر؟

يكون العقاب عن طريق حرمان الطفل من شيء يحبه مثل منعه من اللعب لمدة ساعتان أو طوال اليوم ( مثلاً ) ويتم تقدير وتحديد ذلك بناءً على صغر أو كبر الخطأ فليس العقاب على خطأ كبير كالعقاب على خطأ صغير …!
وإذا تكرر الخطأ بعد ذلك فيمكن أن يضاف إلى المنع من اللعب المنع من مشاهدة الكرتون مثلاً… وبهذا يعلم الطفل أن تكرار السلوك العدواني بعد العقاب سيأتي بعقاب أكبر فيمتنع عنه.
وكذلك هناك خيار آخر للعقاب وهو ما يسمى (بدائرة العقاب أو كرسي العقاب) وهى أن نرسم دائرة على الأرض وأسميها دائرة العقاب أو أضع كرسي في مكان وأسميه كرسي العقاب، وإذا تكرر من الطفل الفعل السيئ : أقول له : تعالى يا فلان أنت معاقب لأنك فعلت كذا ( أشرح له لماذا أعاقبه) أجلس في دائرة العقاب
أو أقول يا فلان أنت معاقب لفعلك كذا وكذا اجلس على كرسي العقاب.
وينبغي أن تكون المدة ليست طويلة هذه الطريقة تصلح مع الأطفال الصغار أي أقل من 9 سنوات .
ويستفاد منها أني أعلم الطفل أن تكرار الخطأ له عقاب ولكن بصورة تتناسب مع السن والخطأ الواقع .
ويبقى أن نعرف كيف نتعامل مع الطفل المخطئ ؟ وما هي أساليب التصحيح؟ هذا ما سنعرفه في المقال القادم إن شاء الله .
قد يعجبكم أيضاً: