
عندما نريد تحفيظ الطفل القرآن الكريم ينبغي أن نعرف ما هي قدرة الطفل على الحفظ والتذكر. وما هي قدرة الفهم والتخيل وما هي قدرة التفكير عند الطفل! ومما ينبغي معرفته ما هي الأشياء الممنوعة حين نريد محاسبة أو معاقبة الطفل سواء تربويًا أو تعليميًا وهل إخافة الطفل يؤثر على قدراته في الحفظ والفهم والتفكير….؟
هذا ما نستعرضه مع حضراتكم في الأسطر القادمة فهيا بنا …!
القدرات العقلية للطفل :
وعندما نريد تحفيظ الطفل القرآن الكريم ينبغي أن نعرف أن الجانب العقلي للطفل مقسم إلي قدرات مرتبة ومسلسلة وتكون مبنية علي بعضها. فإذا تمت الأولي بنجاح ساعد ذلك علي إتمام باقي القدرات وأول قدرة هي الحفظ والتذكر ثم يليها قدرة الفهم ثم التخيل ثم التفكر .
أولاً : قدرة الحفظ والتذكر :
إن الطفل يستقبل أي شيء بعد سن السنتين وتكون الذاكرة مفتوحة ويستطيع أن يحفظ أي شيء! وإن إدخال المعلومة يجب أن يكون بطريقة صحيحة حتى إذا استدعيتها بعد ذلك تخرج بطريقة صحيحة. ومما ينبغي الإشارة إليه أن استدعاء المعلومة يكون بنفس الطريقة التي أدخلتها بها بمعنى أنك إذا شرحت له أمراً عن طريق مشاهدته لرسمة معينة فعند سؤاله عنها ينبغي أن تريه نفس الرسمة .
ثانيًا : قدرة الفهم :
وهي القدرة الثانية في المخ فالحفظ أولاً ثم الفهم. والطفل بعد سن الخمس سنوات تزداد قدرة الفهم عنده ويبدأ في السؤال فإذا سألك أثناء الحفظ فلا تشتت تركيزه بالإجابة عليه! بل حفظه أولاً ثم تكلم معه عن إجابة السؤال في أخر الوقت .
ثالثًا : قدرة التخيل :
وهي مهمة جداً في تربية وتعليم الطفل فإذا لم تنمى قدرة التخيل عند الطفل فإنه يصعب تعليمه أشياء كثيرة! وذلك يرجع إلي أن كل القصص والحكايات التي تحب أن يتعلم من خلالها لابد فيها من تخيل وحكاية القصص من انجح طرق التربية والتعليم وإيصال المعلومة، والتعلم بالقصة والنموذج العملي من أفضل الطرق التعليمية .
رابعًا : قدرة التفكير :
وهي تتفاوت من طفل لأخر وينبغي الاهتمام بأن ينام الطفل وقتاً كافياً لأن النوم يعتبر صيانة للعقل كي ما يعمل بصورة جيدة وتتم عملية التفكير بصورة مثالية بعد ذلك .
ولتنمية هذه القدرات العقلية عند الأطفال ستجده في هذا الرابط من هنا.
أشياء ممنوعة عند العقاب

إن العقاب ربما يكون أمراً أساسياً لنجاح العملية التعليمية، ولكن هذا ليس له علاقة بالتأديب في المؤسسة القرآنية! فالتأديب فيها يكون بالنصح والإرشاد وبالرفق واللين والصبر والحلم وعندما نضطر إليه فهناك أمور ممنوعة ينبغي تجنبها .
وإن الضغط على الطفل بالعقاب ربما يجعله عدوانياً وربما يجعله منكسراً أو يجعله جباناً! ويتولد عنده الخوف وعدم المقدرة على حل المشكلات وربما يصاب بالتبول اللا إرادي وفقدان الشخصية والنسيان وضعف الذاكرة وربما الفشل في الدراسة وفي الحياة العملية .
فما هي الأشياء الممنوعة عند العقاب ؟ لما يترتب عليها من أضرار كبيرة..!
1) ممنوع الضرب بكل أنواعه خاصًة قبل سن العاشرة. وقد ثبت أن له أضرار نفسية تقع على من تم ضربه وعلى من شاهد ذلك ولك أن تتخيل أنها تكون على من شاهد أكبر ضرراً …! (وسوف نتكلم فيما بعد عن أضرار ذلك إن شاء الله ).
2) وممنوع أن أعنف الطفل بصوت عالٍ فهذا له تأثير نفسي خطير وربما أصاب الطفل بالرهبة والجبن والخوف! وله تأثير سلبي على الجانب العقلي فهو يؤثر على قدرة التذكر والتخيل والتصور، والأدهى من ذلك أن الخوف يؤثر على قدرة التفكير والفهم .
3) ومن الأمور الخطأ بل من الكارثة: أن يتم عقاب الطفل أمام الغرباء فهذا له آثار سلبية خطيرة في سلوكيات الطفل بعد ذلك .
4) ومن الممنوع بل من الظلم أن يعاقب الطفل في مرحلة الحضانة على الواجبات أو على عدم الحفظ أو المراجعة! لأن ذلك يقيناً ليس تقصيراً من الطفل وإنما من حضرتك أيها المعلم الفاضل.
5) وممنوع نهائياً كذلك أن يعاقب الطفل بزيادة كم الحفظ لأن أي إنسان يكره ما يعاقب به فلا تفعل ذلك أبداً .
6) وممنوع أن أضع علامة في كراسة المتابعة تدل على سوء السلوك مثلاً. ولكن لا حرج أن تكون علي ضعف الحفظ أو قوته .
7) وممنوع أن يعاقب الطفل بعدم الحركة كالحبس أو التذنيب أو رفع الأيدي.
إذن بعد كل ما سبق كيف أعاقـب الطفل المخطئ والمقصر …؟
وهذا ما سنتعرف عليه في المرة القادمة إن شاء الله .
قد يعجبكم أيضاً: