
تكلمنا في المقال السابق عن بعض الصفات والمهارات اللازمة لمعلم القرآن الكريم واليوم نتكلم عن بعض الصفات الأخرى مثل :
١) التواضع:- { والتواضع من سمات العلماء }. وقد ذكر ابن عبد البر في كتاب آداب العلماء والمتعلمين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ( تعلموا العلم وعلموه للناس وتعلموا له السكينة والوقار وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه ولا تكونوا جبابرة العلماء ). والتواضع من مقومات المعلم الناجح والمربي الفعال خاصة داخل الحلقات القرآنية لأنه محبب إلى جميع النفوس .
٢) كذلك صفة العدل بين المتعلمين :- قال ابن سحنون رحمه الله:
( وليجعل طلابه بالسواء في التعليم الشريف والوضيع وإلا كان خائناً ) .
وإن فقدان المعلم لصفة العدل يعوق عملية التعليم ويتسبب في وحشة ونفور قلوب المتعلمين وكراهية المعلم وربما التعليم ككل.
ومن المظاهر التي تحتاج إلى العدل داخل جلسات تحفيظ القرآن الكريم:

1) العدل في الاستماع إلي تلاوة المتعلمين .
2) والعدل في توزيع الأسئلة عليهم .
3) كذلك العدل في التعامل معهم عند تصحيح الأخطاء .
4) وأيضاً العدل في تقديم المحفزات ( الجوائز) سواء مادية أو معنوية .
5) والعدل في السؤال عنهم ومتابعة أحوالهم .
6) والعدل في نوبة القراءة { الدور }. إلا إذا كان هناك ضرورة لمخالفة الدور فينبغي حينها أن يستأذن المعلم الطفل الذي عليه الدور في هذه الحالة .
7) كذلك العدل في توزيع الالتفات والنظر إليهم .
8) العدل عموما في المعاملة معهم جميعاً هكذا على حدٍ سواء .
نكمل مع أهم الصفات والمهارات اللازمة لمعلم القرآن الكريم
٣) وينبغي للمعلم أن يتحلى بالمعرفة الشرعية :-
فالعلم الشرعي من المقومات الأساسية للمعلم في الحلقات القرآنية. فيجب أن يكون عنده الحد الأدنى من العلوم الشرعية كالعقيدة والحديث والفقه والتفسير والسيرة والتاريخ واللغة والتربية! وذلك حتى يؤدي عمله هكذا على أفضل الوجوه وأحسن السبل .
4) كذلك ينبغي أن يتحلى بالمعرفة التخصصية:- معلم القرآن ينبغي أن يعرف جوانب تخصصه كأنواع القراءات وأحكام التجويد وأسباب النزول ومعاني الآيات. وما تشتمل عليه من أحكام وآداب والناسخ والمنسوخ إلى غير ذلك من الأمور المتعلقة بكتاب الله. وفي مثل ذلك يقول الإمام الشاطبي رحمه الله: ( العالم من عرف كل شيء عن شيء وعرف شيئاً عن كل شيء ) .
٥) كما يجب أن يكون ملماً بالمهارات التربوية :- فبها ينجح المعلم في تربية التلاميذ وتعليمهم والتأثير في سلوكهم بطريقة صحيحة ومفيدة. وتساعد المهارات التربوية المعلم في حل مشكلات التلاميذ المختلفة سواء داخل الحلقات القرآنية أو خارجها .
٦) وينبغي للمعلم أن يتحلى بالثقافة العامة:- فإلمام المعلم بالثقافة العامة من التطور والتقدم وما عليه الناس من أحوال يحقق مع ما سبق من صفات الوعي التربوي. ويحقق ثقة التلاميذ في معلمهم وأنه يعيش الواقع ولديه معرفة شاملة! فيكون ذلك عونا له في تربيته وتعليمه لطلابه في الحلقات القرآنية ولا يكون منفصلاً عن الواقع من حوله .
٧) ومن الصفات المهمة البشاشة والابتسامة الصادقة:– إن هذه البشاشة ترفع الرغبة لدى التلاميذ في التعلم! وطبيعة النفس البشرية تميل إلى من يحسن إليها ويبتسم في وجهها.
8) ومن الصفات المهمة حسن الشكل والمظهر:- إن جمال الصورة والهيئة واللباس للمعلم مطلوب! ويعتبر من متممات شخصيته ووسائل تأثيره. وإن عدم الاهتمام بالمظهر وحسن الهندام هكذا يعني التخلي عن أداة من أهم الأدوات التربوية .
٩) كذلك سلامة النطق وحسن البيان:- إن التأتأة مثلاً واللثغة و حبسة اللسان وغيرها من عيوب النطق تضع المعلم في مواقف محرجة أمام التلاميذ. وربما أوقعت الطلاب في الخطأ عند النطق والتطبيق فالواجب ألا يتصدر للتعليم القرآني في الحلقات القرآنية إلا السليم من هذه المعوقات اللفظية .
وما زال للحديث بقية حول الصفات والمهارات اللازمة لمعلم القرآن الكريم لتنمية المهارات في التعليم والتدريس عموماً وفي تعليم القرآن الكريم خصوصاً.
أهم مهارات التدريس والتحفيظ لمعلم القرآن الكريم