
بعد الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
إن من أهم ما ينبغي أن يهتم به الوالدين والمربين هو تنشأت الأبناء على حفظ القرآن الكريم. ولذلك أصول وطرق ونحن هنا بصدد الكلام على أفضل الطرق لتحفيظ الأطفال القرآن .
وينبغي استحضار أن هذا الطفل هو كنز ثمين! فينبغي مراعاته والحفاظ عليه وتعليمه وتحفيظه بأفضل الطرق فقد يكون هذا الطفل هو طوق النجاة لنا في الآخرة حين يصبح حافظاً القرآن الكريم يردد ويقرأ ويرتل آيات قد حفظتها له…. فيا له من خيرٍ كبير .
وقبل أن نتكلم عن أفضل الطرق لتحفيظ الأطفال القرآن ينبغي أن ننبه على أمور هي من الأهمية بمكانٍ كبير مثل :
ـ أنه من الخطأ الشنيع أن نجبر الطفل علي حفظ كتاب الله تعالى بطرق فظة وغليظة وفيها شدة وتعسف! فإنه حين يصل هذا الطفل إلي سن العاشرة أو الحادية عشر فسوف يتمرد ويكره الحفظ والمحفظ بل وربما يكره أهل الدين ويكره المذاكرة وربما يفشل دراسياً….!
وكل ذلك يكون بسب سوء التعامل التربوي من المحفظ الأول ولا حول ولا قوة إلا بالله .
– وينبغي كذلك معرفة بعض المعلومات المهمة عن طبيعة الأطفال :
1) فالطفل السرحان مثلاً درجة تركيزه أعلى من الطفل العادي! وهذا لأنه استطاع أن يتخيل شيء غير موجود في محيطه رغم أن أمامه ما يشغل مثله من الأطفال فنبهه بلطف ورفق .
2) الطفل الطبيعي يلعب دائماً فلا تتضجر منه أو تنهره بل يصح أن تحفظه وهو يلعب. فلا حرج في ذلك أو تستمر على تنبيهه بلطف ورفق للانتباه معك .
3) إن الزواجر للطفل كي ما يسكت ويجلس تجعل الطفل يكره ما تزجره وتسكته من أجله! وربما يكرهك أنت شخصياً على المدى البعيد فلا تكثر من ذلك ولكن وجهه لأمرٍ آخر بدون زجر له .
4) طبيعة الطفل الذكر أو الرجل عموماً أنه لا يستقبل غير مثير واحد (شيء واحد)! فلا تشغله بأكثر من شيءٍ واحد عند تحفيظه أو تعليمه. ومثال على ذلك أنك تجد الرجل الذي يشاهد التلفاز مثلاً لا ينتبه لمن يكلمه أو حتى لشريط الأخبار أسفل الشاشة وإذا أراد قراءة شريط الأخبار ذلك يتلاشى عنده معرفة ما يدور على الشاشة! بعكس الإناث فإنهن يستطعن التركيز في أكثر من شيء في نفس الوقت! وأفضل مثال لذلك أنك تجد الزوجة تقوم بعدة أشياء في نفس الوقت مثل أنها ربما تكون تعد الطعام وتنظف البيت وتتكلم في الهاتف وإذا بكى طفلها انتبهت له في الحال فينبغي معرفة مثل ذلك .
5) الأطفال في سن ٤ سنوات ينبغي أن يكون تعليمهم يشمل السمعي والمرئي لكي ننمي مداركهم للأشياء .
٦) يبدأ الطفل في كثرة الأسئلة من سن 5 سنوات تقريباً فينبغي إجابته وعدم الغضب من أسألته! وعند إجابته يجب أن تكون المعلومة مختصرة ومبسطة.
٧) الطفل كالبصمة لا يوجد منها اثنان متشابهان فلا تحاول المقارنة أبداً بين الأطفال .
٨) أي عقاب يؤثر على الطفل من النواحي النفسية والعقلية والسلوكية والمعرفية! و إن الضرب ربما يحدث للطفل اضطراب نفسي فتجنب ذلك تماماً. ولعلنا في مرة قادمة نتكلم عن أضرار الضرب والصراخ في الأطفال وأن ذلك ممنوع تماماً في كل وقت وفي وقت تحفيظ القرآن الكريم خاصة .
٩) التعامل السيئ في المرحلة الأولى يتسبب في ظهور السلوك العدواني وغيره من المشكلات الأخلاقية والسلوكية عند الأطفال فاحذروا من ذلك .
١٠) من أهم وأنجح أساليب التعليم والتحفيظ والتربية عموماً أسلوب المدح والثناء مع الحرص أن يكون بدون مبالغة .
١١) من المهم جداً معرفة أن الطفل لا يستطيع أن يجلس أكثر من 15 دقيقة عند الحفظ. وإذا جلس أكثر من ذلك فإن ذلك يكون له آثار سيئة. والصواب أن تجلس معه هذه الدقائق ثم تتركه يفعل أمرا آخر كاللعب أو الأكل أو شرب عصير ثم تعود لتحفظه من جديد .
١٢) للطفل طاقة ذهنية محدودة تستنفذ عبر الأشياء المختلفة مثل: (الدراسة والواجبات- مشاهدة الكرتون – اللعب بالألعاب اليدوية- اللعب علي الكمبيوتر-وغير ذلك ). فمن العجب أن نأتي بعد كل ذلك ونأمره بالحفظ ثم نحاسبه على قلة استيعابه …..!
ولكن ينبغي لنا تنظيم الوقت له ومساعدته في ذلك .
وبعد هذه المعلومات المهمة عن الطفل فما هي أفضل الطرق لتحفيظ الطفل القرآن الكريم ؟
هذا ما سنتعرف عليه في المرة القادمة إن شاء الله تعالى .
قد يعجبكم أيضاً: