
سنتكلم اليوم عن أفضل الأساليب والطرق لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال وتحديداً كيف تحفظ الطفل ذو ال 5 : ٦ سنوات؟ وما هي أفضل طريقة للتحفيظ في ذلك السن وما هو أفضل آداء نحفظ به الطفل …؟
هذا ما سنحاول معرفته في الأسطر القليلة الآتية فهيا بنا :
لا شك أن أعظم وسائل التربية والتعليم هي أن يصلح المعلم من نفسه وحاله مع الله عز وجل أولاً! ثم بـاتباع الأسلوب الأمثل في التربية والتعليم! وهو مأخوذ من نهج النبي صلى الله عليه وسلّم في الرفق بالمتعلم.
وأول معلومة نريد قولها هنا أنه في تعليم الأطفال ينبغي أن يراعى تبسيط وتسهيل وتكرار المعلومة. والتكرار مهم جداً لصغار السن فلا يصح أن يتولى تعليم وتحفيظ الطفل شخص يمل من التكرار .
إذن كيف تحفظ الطفل من سن ( 5 – 6 ) سنوات ؟
– أجعل الطفل يجلس أمامك مباشرة ومعه مصحف. ( وهذا مفيد جداً عند الطفل ذو الإدراك البصري ، يمكن معرفة المزيد عن الإدراك البصري أو السمعي أو الحسي بالاطلاع على المزيد من خلال هذا الرابط من هنا.
ويفضل في المصحف أن يكون خفيف الوزن مثل ( جزء عمَّ ). وينبغي أن تكون الصفحة بحجم كبير (A4) مثلاً وتكون بغير تفسير ويجب أن تحفظه وهو أمامك ولا تكتفي بنطقه الصحيح وتتركه لأحدٍ غيرك ليحفظه! فلعل طريقته مختلفة وإتقانه مختلف فيصعب الأمر على الطفل .
ومن المهم أن ينظر الطفل في الصفحة سواء يقرأ أم لا يقرأ فهذا مفيد له مع المداومة والتكرار .
وعندما تريد تحفيظ طفل ذو 5 أو 6 سنوات ينبغي أن تلقنه كلمتان كلمتان، ثم تعود وتقرأ له الآية كاملة وتكررها له حتى يتقن الطفل حفظها .
وهنا ربما يتساءل البعض ما هو المقدر أو الكم المناسب لتحفيظه للطفل في البداية؟

وفى البداية ينصح بأن أُحفظ الطفل سطراً واحداً في اليوم! وأقوم بمراجعته معه في اليوم التالي. ويستمر ذلك خلال أول اسبوع له في الحفظ …
ثم أتدرج معه إلي سطرين في اليوم لمدة ثلاثة أسابيع…
وهكذا بعد أول شهر أجعلهم ثلاثة أسطر في اليوم وستجد أن الثلاثة اسطر ستُحفظ في وقت زمني أقل مما كان في السابق! وستلاحظ أن الحفظ سيسهُل وحينها يمكنك أن تزيد في الكمية حسب قدرة استيعاب الطفل…
ومن ثم بعد مضي أول سنة أو أقل في الحفظ سيستطيع هذا الطفل أن يحفظ عشرة أسطر وأكثر يومياً بدون عناء أو مشقة .
وهنا يأتي سؤال مهم… ما هو أفضل آداء نحفظ به الطفل…؟
أخي الكريم أختي الفاضلة في تحفيظ الطفل ينبغي أن تكون بطريقة تحقيق وإثبات الألفاظ، لا بطريقة ترتيل الصلاة مثلاً بل بتأني وتحقيق مخارج الحروف! مع مراعاة أن تكون دون تقعر أو تكلف كطريقة المصحف المعلم للشيخ محمود خليل الحصري مثلاً ومثل مصحف الشيخ عبد الله بصفر .
وعندما يتم الطفل حفظ جزء عمَّ مثلاً أو أي جزء من القرآن الكريم، يفضل أن يتم تكريمه والاحتفال بما أنجزه والثناء على ذلك ومدحه ( بلا مبالغة) فهذا محفز أي (مشجع) له على الاستمرار في الحفظ والاجتهاد فيه .
هذه أفضل الأساليب والطرق لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال. ويبقى أن نتعرف على قدرات الطفل العقلية ومتى تبدأ قدرة الحفظ والتذكر ومتى تبدأ قدرة التخيل والفهم والتفكر! وماذا نصنع حين نجلس مع الطفل لتحفيظه فيفاجئنا بسؤال غريب! وكيف نتعامل مع الطفل المخطئ والمقصر وما هي الأشياء الممنوعة عند معاقبة الطفل ….؟
كل ذلك سنتعرف عليه في المرة القادمة إن شاء الله ….!